خطاب مفتوح، إلى كل من يهمه الأمر

MICROTV
2024-09-25T12:54:59+00:00
كتاب الرأي
MICROTV25 سبتمبر 2024آخر تحديث : الأربعاء 25 سبتمبر 2024 - 12:54 مساءً
خطاب مفتوح، إلى كل من يهمه الأمر

بقلم : أحمـــد فطـــري…..

الآن، وقد هدَأتِ العاصفة ولوْ إلى حين، يمكننا أن نتناول الموضوع بهدوء ورزانة وتعقّل،م بعيداً جهد الإمكان عن العواطف الجيّاشة والمشاعر الفيّاضة التي هزّت كلَّ مَن يتحلى بروحٍ وطنية صادقة، وله غيرةٌ متأصِّلة على هذا الوطن العزيز الذي لا نريد له إلا الخير والتقدم والازدهار حاضراً ومستقبلاً. م

لقد مرَّ يوم 15 شتنبر بِسلامٍ في عمومه، رغم بعض الأحداث التي تمّ تسجيلها في الفنيدق خاصة، أو في مدن الشمال المجاورة عامة، وذلك بفضل يقظةِ ولباقة وصبر وتضحية رجال الدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية… مم

ولكنْ، بقيَ على عاتق المسؤولين أن يستخلصوا العِبر اللازمة والدروس الضرورية من)الهجرة الجماعية( المنشودة التي كانت وستبقى حُلم آلاف الشبان والفتيان، الذين حجّوا بكثافة من جهات قريبة وبعيدة، قاصدين الحدود الوهمية الفاصلة بين مدينة الفنيدق ومدينة سبتة المحتلة؛ كما أنها / الهجرة هي حُلم كلّ شابٍّ لمْ يجِد مقعداً في المدرسة، ولا شُغلاً يصون به كرامته المهدورة !! ت

ومع ذلك ما زال عندنا من المسؤولين مَن يتساءل عن الأسباب الكامنة وراء الرغبة الجامحة للشباب في الهجرة، ويحاول أن يتجاهل الحقيقة وهي واضحةٌ جليّة، أو يسعى إلى إخفائها بِرُوتوشات ترقيعيّة فاضحةٍ بيّنة؛ بل أكثر من هذا وذاك فإن هناك من يريد أن يمحوَ الواقع المرَّ بِالمرة، ويُلقي عوض ذلك باللائمة كلها على أيادٍ أجنبية معادية مدسوسة، تريد الشرّ لهذا البلد الآمن غيرةً وحسدا !! ت

وحتى إذا ما كان الأمر كذلك، حقاً أو باطلاً، فإن هذه الأيادي الأجنبية المحرِّضة لَوْ لَمْ تجد الأرضية الهشّة المساعدة والعوامل الداخلية المهيَّأة لمَا استطاعت إلى إثارة الفتنة سبيلاً…م

وهؤلاء الذين يتهرّبون بكل الوسائل من مواجهة الواقع الأليم، ويُجهدون أنفسهم في محاولة) تغطية الشمس بالغربال( دون فائدة، عليهم فقط أن يخصِّصوا بعضاً من وقتهم الثمين للاستماع إلى ما قاله وما صرّح به عدد من الشبان والفتيان -ذكوراً وإناثاً- في شأن الدوافع الدفينة التي جعلتهم يَرحلون عن أُسرهم وأهاليهم وذويهم، ويقررون أن يتركوا وراء ظهورهم هذا الوطن الذي أحبّوه حتى النخاع،م مُغامِرين بحياتهم في سبيل غدٍ أفضل،م وهم يُدركون أن الثمن سيكون غالياً جداً، وقد تكون أرواحهم فداءَ ذلك الغد الذي لن يتحقق بعدها أبداً؛ بل ويدركون قبل هذا وذاك -كما عبّر بِصدقٍ أحد الأعزاء- أن )أوروبا ليست هي الجنة، بل الوطن هو الجحيم(، حيث لا تعليم ولا صحة ولا شغل ولا تكافؤ الفرص ولا كرامة… م

وبالرغم من تعلق الشباب الشديد بوطنهم، وبالرغم من تشبثهم القوي بمقدساته وثوابته،م فقد وقعوا في المحظور ووضعوا نصْب أعينهم الهجرةَ منه، ولِتَكُنْ جماعيةً هذه المرة،م تعبيراً منهم عن رفضهم المطلق لِمقاييس مغشوشة تقوم على الاهتمام بالمشاريع الشكلية التي لا تخدم في شيءٍ الإنسانَ البسيط المهمّش والمهمَل والمحروم من أبسط الحاجيات الضرورية، في حين يتم تجميع ثروة البلاد بين يدي نخبة قليلة محظوظة؛ لِيزداد بذلك الغنيّ غنىً، ويزداد الفقير فقراً!!؟؟

فهل سيستخلص المسؤولون العبرَ والدروس من هذا اليوم) المشؤوم (، ويُعيدون النظر عاجلاً في تحصين الحدود وتأطير العقول، كما في الكثير من ممارساتهم الخرقاء المقصودة التي تزيد الفوارق الطبقية اتساعاً، في الوقت الذي انتشر الوعي بين المواطنين جميعاً، ولم يعُودوا يستوعبون أنهم يعيشون في بلدٍ ذي تاريخٍ عريق وحضارةٍ متجذرة وموقعٍ متميز،ن مع خيراتٍ متنوعة وثرواتٍ طائلة ولكنها لا توزَّع بالعدالة المطلوبة، فينعكس ذلك سلباً على تماسك البلاد وسمعتها في المجالات الإعلامية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، داخلياً وخارجياً!!؟؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للكلام صلة: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها) …

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.