اخــتـــــلال (الموازين) !!؟؟ 

MICROTV
سياسة
MICROTV4 يونيو 2024آخر تحديث : الثلاثاء 4 يونيو 2024 - 11:00 صباحًا
اخــتـــــلال (الموازين) !!؟؟ 

بقلم: د. أحمـــد فطـــري…

أعلن المسؤولون عندنا أن فعاليات مهرجان موازين ستُقام هذه السنة خلال نهاية شهر يونيو، بعد غياب اضطراري دام حوالي أربع سنوات متتالية…

وكم كان بِودّ كثير من المواطنين المغاربة أنْ لوْ غاب هذا المهرجان بالمرة نظراً لأسباب عدة،يُرجعونها في عمومها إلى ملابسات متداخلة اقتصادية واجتماعية وثقافية، منها على وجه الخصوص:

*الميزانية الضخمة التي تُرصَد لهذا المهرجان، والتي تُصرف يميناً ويساراً دون رقيب ولاحسيب، ولا يكاد يجني منها المواطن المغربي البسيط شيئاً، في الوقت الذي هو بحاجة ماسة إلى الضروريات الأولية لحياته اليومية!!

* الانعكاسات الاجتماعية والنفسية السلبية لهذا المهرجان على فئات عريضة من المواطنين أبناء الطبقات الوسطى والضعيفة خاصة، التي تعاني من الحاجة والغلاء والفقر والبطالة والمرض، إضافة إلى الجفاف وندرة المياه أيضاً؛ وبالتالي فإن مثل هذه المهرجانات لا تزيدها إلا شعوراً بتبذير الأموال العامة وبتعميق الفوارق الطبقية…

*الانتقادات المتكررة لبعض ما يتضمنه مهرجان موازين من فقرات منافية تماماً لِديننا و ثقافتنا وحضارتنا وأخلاقنا وتقاليدنا، ومدى التأثير السيء لتلك الفقرات الساقطة على توجهات وسلوكات الشباب والطلبة، وهم الذين يمثلون مستقبل البلاد وآفاقها الواعدة؛ ولعل ممّا يزيد الطين بلة في هذا المجال تزامن المهرجان مع عدد من الامتحانات والمباريات المختلفة!؟

لا شك أن هذه الملاحظات وسواها قد قيلت وأعيدت كتابياً وشفاهياً مرات عديدة، ولكن الجديد هذه السنة يكمن في تزامنِ آخر لهذا المهرجان مع معاناة الشعب الفلسطيني المجاهد في قطاع غزة، حيث لم تتوقف آلة الدمار الصهيوني منذ شهور عن تقتيل وإبادة وتجويع وتعذيب وتهجير هذا الشعب الأبيّ بكل أصناف الوحشية الحيوانية التي لا تمتّ للإنسانية بصلة؛ مقابل ردود أفعال دولية رسمية غريبة في عمومها، تتوزع بين المشاركة والمباركة واللامبالاة والإدانة الصامتة !! و

في ظل هذه الأجواء القاتمة، ودماءُ إخواننا الفلسطينيين تُسفك يومياً، ونظراً للروابط الدينية والتاريخية والأخوية والعاطفية المتينة التي تجمعنا بفلسطين أرضاً وإنساناً، ولأننا نعتز برئاسة جلالة الملك للجنة القدس الشريف حيث أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول عليه السلام… فإننا ننتظر ممن بأيديهم زمام الأمور أن يتّقوا الله، ويستجيبوا لِوخزات ضمائرهم، ولِدعوات مواطنيهم، ولِرغبات إخوانهم من العرب والمسلمين والمتعاطفين؛ ويعلنوا عاجلاً عن إلغاء المهرجان الذي اختلّت موازينه هذه السنة، على أمل أن تتمّ إعادة النظر -على الأقل- في العديد من مكوناته الشكلية والموضوعية مستقبلاً، إن لم يتم إلغاؤه بالمرة… و

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.