نــــــــــــداء…المُدَرِّس/ المُرَبِّي أَهْلٌ لكلّ تكريم وتبجيل… 

MICROTV
2023-10-09T12:17:58+00:00
فن وثقافة
MICROTV9 أكتوبر 2023آخر تحديث : الإثنين 9 أكتوبر 2023 - 12:17 مساءً
نــــــــــــداء…المُدَرِّس/ المُرَبِّي أَهْلٌ لكلّ تكريم وتبجيل… 

                                                                 شهدت مدينة الرباط يوم الخميس الماضي 05 أكتوبر 2023 حدثاً استثنائياً لم تشهد بلادنا مثله منذ أزيد من عقد من الزمان، ذلك أن الآلاف من  نساء ورجال التعليم توافدوا على العاصمة من سائر جهات المملكة للتظاهر والاحتجاج تعبيراً عن رفضهم للنظام الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية الوطنية، الذي يرون فيه حيفاً كبيراً سيَلحق بهم حَالَةَ تنزيله، لأنهم يعتبرونه نظاماً ممنوحاً يتضمن في نظرهم الكثير من النقائص والثغرات والتراجعات على مستويات عديدة…

وقد اختار رجال ونساء التعليم اليوم المذكور بالذّات لأنه يوم المُدَرِّس العالمي الذي من المفروض أن يكون عيداً للأسرة التعليمية، في حين أن الجهات التي أشرفت على تنظيم هذه الوقفة الحاشدة هي التنسيقيات التعليمية وبعض النقابات التي لم يتم استدعاؤها لجلسات الحوار مع الوزارة المعنية، الذي لم تشارك فيه سوى النقابات الأربع الأكثر تمثيلية، قبل أن تُوَقِّعَ على هذا النظام الأساسي بالموافقة…و

لن نخوض في مشروعية مطالب مختلف الفئات التعليمية، فذلك موضوعٌ تُدرك أبعاده وتفاصيله التنسيقيات الجادة والنقابات المهتمة والوزارة الوصية؛ ولكننا نعتقد أنه مهما كان الاختلاف في شأن هذا الموضوع، فإن الذي لا خلاف حوله هو أن نساء ورجال التعليم يؤدون رسالة نبيلة ويقدمون خدمة جليلة لهذا الوطن، وهم يساهمون في بناء مستقبله من خلال تكوينهم وتربيتهم للأجيال الصاعدة بإخلاص ووفاء وتضحية؛ ولذلك فَهُم أَهْلٌ لكل تقدير وتكريم وتبجيل واعترافٍ بالجميل وصونٍ للكرامة، إلا أنه عوض ذلك فإن تظاهرتهم السلمية في (يوم عيدهم) وتحت حرارة الشمس الحارقة للمطالبة برفع الظلم عنهم وتسوية أوضاعهم المادية والمعنوية، قُوبِلَت من طرف الإنزال الأمني المكثَّف بعنف شديد واستخدامٍ للقوة المفرطة، مما أدى إلى إصابات في صفوف المتظاهرين واعتقال عدد منهم وممارسات مُهِينَة حَاطَّة من كرامةِ من قال في حَقِّه الشاعر:

         قُمْ للمعلم وَفِهِ التبجيل        +         كاد المعلم أن يكون رسولا.

2/1

 

وهو الأمر المُشِين الذي نتساءل معه:و

* أَلَمْ يكن من الأفضل والأجدر والأَفْيَد أن تستمع الجهات المسؤولة عن هذا القطاع الحيوي إلى كل الأطراف المعنية، بما فيها التنسيقيات التعليمية، في إطار تكملة جلسات الحوار الذي أجرته مع النقابات المختارة، قبل أن تُقْدِمَ على إصدار النظام الأساسي الجديد؛ وذلك بَدَلَ اللجوء إلى العنف والقوة لمحاولة إسكات آلاف المتظاهرين الذين يشعرون بالحيف والإقصاء و(الحكرة)!!؟

* وكيف ستطلب الدولة من هؤلاء الذين أُهينت كرامتهم في اليوم العالمي للمُدرِّس أن يَقُوموا غداً بمجهودات جبارة داخل الأقسام وفي المؤسسات التعليمية، والعمومية منها خاصة، وهي المؤسسات التي أصبحت أصلاً تفتقر للكثير من الاهتمام اللازم والعديد من الحاجيات الضرورية حتى تسترجع تدريجياً مكانتها المسلوبة وتعود لها هيبتها المفقودة، لكي تساهم فعلاً في تكوين الأجيال الصاعدة التي هي أمل البلاد في التقدم والازدهار والتنمية!!؟؟

 * وَأَلاَ يُدرك الذين يُمسكون زمام الأمور بأيديهم أن القمع لا يساهم في حَلِّ المشاكل أبداً، بل يزيد في تعقيدها دائماً، وذلك لأن المُعَنَّفين في هذه التظاهرة السلمية -كما في سواها- غالباً ما يفقدون الثقة في الدوائر المسؤولة، خاصة وأن الوعود الانتخابية في هذا الشأن كانت وردية حالمة… هذا إضافةً إلى أن مثل هذه التصرفات القمعية لا تخدم في شيء مكانة المغرب في المحافل الدولية وتخدش صورته التي نريدها أن تكون نقية لامعة مشرقة!!؟؟

لكل ذلك وسواه فإننا في حزب الوحدة والديمقراطية، ونحن نندد بشدة ونستنكر بقوة مختلف أشكال العنف التي مُورِسَت ضد نساء ورجال التعليم في يوم عيدهم العالمي، ندعو المسؤولين إلى إعادة النظر جذرياً في علاقة الدولة بالمدرِّس وبالمدرسة، لِمَا في ذلك من خدمة جليلة للوطن والمواطنين حاضراً ومستقبلاً…        

       

2/2

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.