نــــــــــــداء!!  من حزب الوحدة والديمقراطية

MICROTV
مجتمع
MICROTV19 سبتمبر 2023آخر تحديث : الثلاثاء 19 سبتمبر 2023 - 9:20 مساءً
نــــــــــــداء!!  من حزب الوحدة والديمقراطية

للمرة الثانية خلال عقدين من الزمن تتعرض بلادنا لزلزالين مدمرين، الأول كان عنيفاً وقد أصاب سنـة 2004 إقليـم الحسيمة والمناطـق المجـاورة، والثـاني كـان أعنـف وقـد وقـع ليلـة الجمعـة 08 شتنبر الحالي، وكان مركزه جماعة إيغيل بإقليم الحوز، وأصاب عددا من أقاليم المملكة مُخَلِّفاً الآلاف من الضحايا والجرحى والمشردين؛ ولابد أن نسجل في هذا الشأن بأسف عميق، أن وسائل الإعلام الرسمية عندنا قد تأخرت كثيراً في الإعلان عن هذا الزلزال المدمر، عَكْسَ عدد من وسائل الإعلام الأجنبية!!؟؟…

والزلزال الأخير الذي نعيش هذه الأيام أجواء آثاره المؤلمة، والذي يُعد من أعنف ما عَرف المغرب على امتداد أزيد من قرن، ضرب مناطق عميقة ومهمشة في جبال الأطلس، حيث ساعدت تضاريسها الوَعْرَة وهشاشة بِنيتها التحتية في مضاعفة الخسائر وتنوع المشاكل والمُعيقات في وجه عمليات الولوج والإنقاذ وتقديم المساعدات الأولية اللازمة.

ونحن في حزب الوحدة والديمقراطية، وأمام هول هذا المصاب الجَلَل الذي أصاب بلادنا، نترحم على أرواح المتوفِّين من الضحايا وندعو الله عز وجل أن يُعجّل بشفاء المصابين؛ كما أننا نُدرك جسامة وهول المسؤولية التي تَلْزَم من أجل التخفيف من آثار هذه الفاجعة في أقرب الآجال الممكنة، ونُحيّي عالياً التجاوب التلقائي وروح المواطنة العالية التي أبان عنها المواطنون، مساندين بتضامن السياح الأجانب، مما يُجسّد قِيَمَ التضامن الإنساني التي يدعو إليها ديننا ويتميز بها مجتمعنا؛ وفي نفس الآن نُنَوِّه بالمجهودات الجبارة التي بذلها بِتَفَانٍ وإخلاص كُلٌّ من أفراد القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة وَالأَطْقُم الطبية والسلطات المحلية والمجتمع المدني والمتطوعون كافة، دون أن نُغفل التعاطف الكبير الذي عبرت عنه كثير من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية، مما يُؤكد بجلاء على المكانة اللائقة والسمعة المتميزة التي يحظى بها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

وإننا بهذه المناسبة الأليمة نُسائل المسؤولين عن مدى الاستفادة التي جَنَيْنَاهَا من زلزال الحسيمة سنة 2004، الذي اتَّسَمَ بنفس الخصائص من حيث الموقع والتضاريس والمسالك الطرقية وأماكن الترخيص بالبناء وطرق تشييده وضرورة العناية بالبنيات التحتية ومستشفيات القرب والموارد البشرية اللازمة؛ والاعتناء بالإنسان أولاً وأخيراً مع الاهتمام بتوفير حاجياته المعيشية الضرورية…

كل ذلك وسواه مما يُكَذِّبُه واقع الحال الذي يُتَرْجِم السياسة المنحرفة التي بُنِيَت على أسس مغلوطة وَغَيَّبَت كل حِسٍّ وطني وبُعد اجتماعي، لِتُعَوِّضَهَا سياسة النهب في الصفقات العمومية والزبونية والربح السريع، والإلهاء بالمواسم المَائِعَة والمهرجانات عديمة الفائدة والشكليات الزائفة والمظاهر الكاذبة، وتغليب المصالح الشخصية الضيقة على المصالح العليا للوطن والمواطنين المغاربة…

وإننا إذ نُثَمِّنُ ما جاء في بيان الديوان الملكي من ضرورة تنزيل عدد من الإجراءات الاستعجالية التي من شأنها التخفيف من آثار الصدمة وإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة بفعل الزلزال والمهمشة سلفاً، نأمل أن يَتَّسِمَ المسؤولون والمقاولون الذين سيتولون تنفيذ التعليمات الملكية، بروح المواطنة الصادقة والنزاهة المطلقة والشفافية اللازمة؛ كما ندعو إلى إعادة النظر في سياسة الإسكان والبناء في مثل هذه المناطق النائية وَجَعْلِهَا سياسة مندمجة يحضر فيها البعد الاجتماعي والبيئي مع سهولة الولوج والإبعاد عن الأماكن المعرضة للكوارث الطبيعية.

ونحن على يقين تام من أن مناضلات ومناضلي حزب الوحدة والديمقراطية كسائر المواطنات والمواطنين جميعاً سيساهمون في توطيد دعائم التعبئة الشاملة، سواء من خلال التبرع بالدم للجرحى والمصابين، أو بواسطة المساهمة الفعلية في الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال، أو بأية وسيلة مادية أو معنوية من شأنها أن تساعد في التخفيف من معاناة أبنائنا وإخواننا في الأقاليم المتضررة.

رحم الله المتوفين جراء هذا الزلزال المهول، وعَجَّلَ بشفاء الجرحى والمصابين، وعزاءً للأُسَرِ والعائلات المكلومة، وَجَنَّبَ بلادنا كل سوء ومكروه سبحانه وتعالى.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.