بقلم غازي الشرقي
جمعيات رياضية في منطقة سيدي مومن تعزز من مواهب الشباب رغم التهميش والإقصاء الذي يحيط بها. هذه المنطقة، التي تندرج ضمن منطقة عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، شهدت ارتباط اسمها بتفجيرات 16 مايو الإرهابية، وما زالت تعاني من ظروف معيشية صعبة لم تتغير حال شبابها، ولا سيما الأجيال الصاعدة. ومع ذلك، تعتبر ممارسة الرياضة، وتحديداً لعب كرة القدم، بمثابة ملاذ لهم، وقد زاد الإقبال على الانضمام إلى الجمعيات الرياضية في المنطقة بعد الإنجاز الأخير للمنتخب الوطني في كأس العالم بقطر.
الملعب البلدي سيدي مومن
و رغم تشكيل إتحاد الجمعيات الرياضية سيدي مومن و ظهور جمعيات جديدة إضافة إلى سياسة ملاعب القرب، يبقى النهوض بالشان الرياضي بالمنطقة لا يرقى إلى المستوى الذي تتطلع إليه الساكنة و الشباب الرياضي حيث هناك تهميش لجمعيات رياضية على حساب جمعيات أخرى، إضافة إلى خروج العديد من الجمعيات عن أهدافها و تحويل ملاعب القرب للاسترزاق و فرض مقابل مادي مرتفع و غيرها من العراقيل و مع ذلك تستفيذ من دعم المجالس الجماعية و القطاع الوصي في حين هناك جمعيات رياضية نشيطة بالمنطقة و تستقطب الأطفال و الشباب من أجل التاطير دون دعم من اي جهة و بتمويل داتي من طرف القائمين على تسييرها و نختص بالذكر جمعية أشبال للمواهب لكرة القدم على سبيل المثال لا الحصر.
هذا النادي الذي يعتبر من بين الجمعيات النشيطة جدا بمنطقة سيدي مومن حيث تتوفر على ما يفوق 200 منخرط في جميع الفئات و يمارس تحت لواء عصبة الدار البيضاء الكبرى لكرة القدم، قدم العديد من المواهب التي تلعب حاليا بمراكز التكوين من قبيل أكاديمية محمد السادس و الفتح الرباطي و الجيش الملكي و نهضة بركان و مجموعة أخرى تمارس في أندية الوداد و الرجاء البيضاويين، كما تعمل على إشعاع كرة القدم عبر تنظيم العديد من التظاهرات و الدوريات على مدار السنة، و كل هذا المجهود هو بدعم فردي لرئيس النادي دون دعم لا من المجلس الجماعي أو عصبة الدارالبيضاء أو جماعة الدارالبيضاء الكبرى أو أي مؤسسة لها علاقة بالشان الرياضي، و بفضل هذا النادي تم نفض الغبار عن منطقة سيدي مومن و المواهب الكروية بها. في المقابل يعاني هذا النادي كاغلب الجمعيات من الحكرة و التهميش والإقصاء حيث استقت ميكروتيفي من مصادرها المقربة أن هناك سياسة واضحة لمحاولة اقبار هذا النادي من خلال حرمانه من ملاعب القرب و عدم تمكين الجمعية المسيرة له في شخص رئيسها السيد عبد الإله مونجي من ملعب للقرب خاص بالنادي لتمكين الأطفال و الشباب من ممارسة كرة القدم و انتشالهم من بؤر الإنحراف و الإجرام كما تم التصريح لنا أنه تم منع النادي من خدمات الملعب البلدي سيدي مومن دون مبررات و رفض السماح بتنظيم الدوريات التي دأب الفريق على تنظيمها بهذا الملعب لسنوات مثل دوري كأس العرش مما اضطر رئيس النادي إلى ترحيل تنظيمه إلى منطقة سيدي عثمان بملعب الزلاقة في ظروف لا تليق برمزية هذه المناسبة.
إذن اليوم بمرارة و حرقة يتساءل الشارع و مكونات النادي عن سر هذه الحرب الشرسة ضد هذا النادي الذي تم تكريم لاعبيه من طرف مقاطعة سيدي مومن الموسم الماضي بعد تحقيقهم لوصافة عصبة الدارالبيضاء الكبرى لكرة القدم بمجهودات داتية، و تمثيل بعضهم للمنتخب الجهوي و الوطني. فريق بهذا الزخم من الإنجازات و العمل الجمعوي الممتاز كان أولى تقديم كل الدعم له و مساندته ماديا و معنويا يتأسف الجميع لحاله و يتحسرون من أجل ما يتعرض له و غيره من الجمعيات من إقصاء و ظلم و تمييز في حين نجد جمعيات أخرى لا تقدم شيئآ يذكر تستفيد من كل أشكال الدعم. و يا ترى من المستفيد من هذا الوضع؟.
اليوم يستنكر الجميع كل هذه الممارسات و يدعو جميع المتداخلين و الجهاز الوصي و كذا إتحاد الجمعيات الرياضية سيدي مومن إلى التدخل و حماية هذه الجمعيات من كل أشكال التعسف و الظلم و الحرمان و العمل على تصحيح الوضع . و ندعو مجلس المقاطعة و المنتخبين إلى التواصل مع هذه الجمعيات و العمل على إيجاد الحلول الناجعة و الفورية لحماية حقوقها و دعمها من كل الجوانب للنهوض بكرة القدم بمنطقة سيدي مومن و مواصلة المسيرة نحو تطوير الرياضة لأنها مدخل لتطوير المنطقة.
المصدر : https://microtv.ma/?p=16240
