في موقف يعكس تحوّلًا لافتًا في لهجة الخطاب الرسمي، اكتفت الجزائر بردّ محتشم على تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية، مجددًا، دعمها لمغربية الصحراء واعترافها بمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد وجدي للنزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية.
فبعدما جدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في تصريحات حديثة، موقف بلاده الداعم للمبادرة المغربية، صدر عن وزارة الخارجية الجزائرية بلاغ مقتضب يُعلن فقط “أخذ العلم” بالموقف الأمريكي، دون أن يتضمن أي تصعيد أو احتجاج رسمي كما اعتادت الجزائر أن تفعل تجاه عواصم أخرى دعمت المقترح المغربي.
ويثير هذا الرد المتواضع تساؤلات عدة حول أسباب التراجع الجزائري عن نبرة الغضب التي عادة ما تطبع مواقفها، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بدول أوروبية كفرنسا أو إسبانيا، حيث بادرت الجزائر سابقًا إلى سحب سفرائها أو إصدار بلاغات شديدة اللهجة.
ويرى متابعون أن هذا الرد الحذر قد يُعزى إلى إدراك الجزائر لحجم الثقل السياسي والدبلوماسي للولايات المتحدة، ما يجعل المواجهة معها محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل التنامي المتزايد للدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، وتزايد عزلتها على المستوى الإقليمي والدولي بخصوص ملف الصحراء.
وفي المقابل، يواصل المغرب ترسيخ مواقفه بدبلوماسية هادئة وفعالة، قائمة على الشرعية الدولية والدعم المتزايد من قِبل القوى الكبرى، وعلى رأسها واشنطن، التي تعتبر مقترح الحكم الذاتي “جديًا وواقعيًا وذا مصداقية”.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=42457