وكشف المكتب الوطني للمطارات، وهي الشركة الحكومية المسؤولة عن إدارة وتشغيل الموانئ الجوية بالبلاد، عن نتائج حركة السفر للفترة بين يناير وأغسطس الماضيين، والتي جاءت ملفتة للأنظار مع تحقيق قفزة مقدارها 18.6 في المئة بمقارنة سنوية.

وأظهر الطلب العالمي على قطاع السفر تسارعا في النمو منذ العام الماضي مع عودة حركة النقل الجوي بشكل ملحوظ عقب تخفيف قيود الإغلاق بسبب الأزمة الصحية، ورغم ارتفاع التكاليف بالنسبة للشركات والمستهلكين نتيجة تداعيات الحرب في أوكرانيا.

وبحسب بيانات المكتب، التي نشرتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية، استقبلت مطارات البلاد في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام أكثر من 21.41 مليون مسافر.

وأفرزت حركة النقل الجوي الدولي تسجيل 19.18 مليون مسافر، فيما ارتفعت نسبة حركة السفر الداخلي بواقع 26.82 في المئة بمقارنة سنوية لتصل إلى أكثر من 2.23 مليون مسافر. وينظر المسؤولون إلى 2024 على أنه عام استرجاع حركة السفر إلى وتيرتها المعتادة كما كانت قبل الوباء وربما تجاوز أرقام سنة 2019.

وأرجع المكتب هذه الطفرة في حركة السفر خلال الفترة المذكورة بسبب إطلاق العديد من الخطوط الجوية الدولية الجديدة باتجاه مطارات المغرب والذي ساهم في هذا الأداء.

◙ 18.6 في المئة نسبة ارتفاع عدد القادمين والمغادرين في أول ثمانية أشهر من 2024 بمقارنة سنوية

وزاد منسوب الحركة الجوية مع الأسواق الأوروبية بمقدار 18.7 في المئة، على أساس سنوي، كما ارتفع مع الأسواق الأفريقية بنحو 17.4 في المئة، أما بالنسبة لأسواق الشرق الأوسط والشرق الأقصى فقد زاد بواقع 11.88 في المئة.

وجاء مطار الرباط – سلا في صدارة مطارات البلاد في عدد استقبال المسافرين بين يناير وأغسطس الماضيين بأكثر من 42 في المئة، يليه مطار الداخلة بنسبة 35.37 في المئة، ثم مطار مراكش بحوالي بأكثر من 30.6 في المئة.

أما في المركز الرابع فحل مطار أغادير بنسبة 35.3 في المئة من عدد المسافرين اللذين قدموا إلى البلاد، وبعده مطار طنجة شمال المغرب بنحو 20.7 في المئة، وسادسا مطار تطوان بحوالي 29.1 في المئة بمقارنة سنوية، وفق آخر الإحصائيات.

ويضم المغرب 25 مطارا منها 19 مطارا دوليا، تصل طاقتها الإجمالية إلى أربعين مليون مسافر سنويا، وتعمل الحكومة على مشاريع توسعة في عدد من المطارات لمواكبة الطلب المتوقع أن يرتفع خلال العقد المقبل.

وبالنسبة للشحن الجوي، فقد سجلت السلطات نموا في حركتها خلال ثمانية أشهر بنسبة 22.3 في المئة بمقارنة سنوية، ليصل إلى أكثر من 60.3 طنا.

وتعول الرباط على الزوار الأجانب لتحريك عجلات السياحة التي تعرضت إلى انتكاسة خلال عامي الجائحة مما حدا بالحكومة إلى تقديم حزم تحفيز للفنادق ووكالات الأسفار وباقي المرافق المرتبطة بالقطاع لحثها على النهوض مجددا. وتساهم السياحة بنحو سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويلعب القطاع دورا كبيرا في رفد اقتصاد البلاد بالعملة الصعبة.

وتجاوزت إيرادات القطاع 8 مليارات دولار في 2019، عندما استقبلت المملكة حينها 13 مليون سائح، لكنها تقهقرت إلى 3.5 مليار دولار في 2021 قبل أن تعود في نهاية نوفمبر الماضي إلى ثمانية مليارات دولار.

ويطمح المغرب لمضاعفة عدد السياح إلى 26 مليون سائح بحلول نهاية العقد الحالي من خلال تقوية المعروض من سعة النقل الجوي، وتعزيز الطاقة الاستيعابية للفنادق، وملاءمة المُنتج السياحي مع الطلب المحلي والدولي.

ويتوقع العاملون بالقطاع أن تكون السوق المغربية أحد الوجهات الجاذبة هذا الموسم بعد تحسن نشاط السفر العالمي، خاصة بعد قيام الحكومة بتجديد برامج وخطط لأجل إنعاش السياحة الداخلية.