حذر الحسين اليماني، الأمين العام للاتحاد الوطني للنفط والغاز، من احتمال حدوث موجة تضخم جديدة تؤثر على مستهلكي الوقود في المغرب. جاء تحذير اليماني بعد ارتفاع سعر برميل النفط بأكثر من 10 دولارات أمريكية، وذلك عقب الهجمات الإيرانية على إسرائيل في أكتوبر 2024. وأشار إلى أن الأسعار قد تشهد زيادة بمعدل دولار واحد يوميًا، وهو ما يعكس تأثير تصاعد النزاع في الشرق الأوسط على أسواق النفط العالمية.
اليماني يرى أن استمرار هذا الاتجاه التصاعدي في أسعار النفط، المرتبط بتفاقم الأزمة في الشرق الأوسط، قد يؤدي إلى أزمات في إمدادات الطاقة خاصة في الدول غير المنتجة للنفط. كما أعرب عن قلقه من أن الأسعار قد تتجاوز المستويات التي وصلت إليها في بداية الحرب الروسية الأوكرانية في 2022.
وفيما يتعلق بالمغرب، يخشى اليماني أن تتجاوز أسعار الوقود المحلية، خصوصًا الديزل، 15 درهمًا للتر، رغم محاولات الولايات المتحدة وحلفائها زيادة إنتاج النفط الخام للتحكم في الأسعار. وأضاف أن هذا الارتفاع في الأسعار قد يكون مرتبطًا بالتحديات التي تواجهها الاقتصادات الكبرى بسبب الانتخابات الأمريكية المقبلة.
من جهة أخرى، دعا اليماني إلى ضرورة تعزيز الاحتياطي الوطني من الطاقة البترولية والعودة إلى تكرير النفط محليًا. كما شدد على أن النموذج الحالي لا يكفي لحماية المغرب من تداعيات الأزمات العالمية في قطاع الطاقة، معتبراً أن الاعتماد على الخزانات الفارغة ومحطات التوزيع في المناطق الريفية لا يقدم حلولاً فعّالة.
وفي هذا السياق، تتزايد المخاوف في المغرب من استمرار ارتفاع أسعار الوقود، خصوصًا في ظل التفاوت الكبير بين التراجع العالمي في أسعار النفط والأسعار المحلية المرتفعة. في الوقت ذاته، يعتبر المغاربة أن هناك أزمة ثقة في إدارة الحكومة لأسعار المحروقات، حيث يعتبر البعض أن وزير التحول الطاقي، عزيز أخنوش، هو المسؤول الأول عن هذا الارتفاع بسبب استثماراته في شركة أفريقيا للطاقة.
تظل هذه التطورات تثير تساؤلات حول الاستراتيجيات المستقبلية للمغرب في إدارة قطاع الطاقة، لا سيما في ظل الارتفاع المتزايد لأسعار الغاز والوقود وتزايد التحديات الاقتصادية والسياسية في المنطقة.
المصدر : https://microtv.ma/?p=34267
