وضعت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) أكثر من 100 مليون أمريكي في حالة تأهب لموجة حارة متوقعة في نهاية هذا الأسبوع. تأتي هذه الموجة الحارة الخطيرة بارتفاعات استثنائية في درجات الحرارة في معظم أنحاء الولايات المتحدة، خاصة في وادي أوهايو وشمال شرق البلاد، وفقاً لما ذكرته قناة CNN.
حالة التأهب تشمل أيضًا العاصمة واشنطن، حيث تجاوزت درجات الحرارة 37 درجة مئوية، وهي المرة الأولى التي تسجل فيها العاصمة الأمريكية مثل هذه الحرارة منذ عام 2012. يصف العلماء هذه الظاهرة كعلامة لا لبس فيها على الاحتباس الحراري، متوقعين تكرار موجات الحرارة واستمرارها لفترات أطول وازدياد حدتها.
هذه الموجات الحارة تأتي في سياق عالمي مثير للقلق. كل شهر منذ يونيو 2023 يسجل أرقاماً قياسية جديدة في درجات الحرارة، مما جعل عام 2023 العام الأكثر سخونة على الإطلاق. وفقًا لتقرير حديث من مركز المناخ التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)، فقد تسبب تغير المناخ في زيادة درجات الحرارة الشديدة بمعدل 26 يومًا إضافيًا في جميع أنحاء العالم خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.
تأثيرات الحرارة الشديدة
يشير الخبراء إلى أن هذه الموجات الحارة لها تأثيرات واسعة على الصحة العامة، حيث تزيد من مخاطر الإصابة بضربات الشمس والأمراض المرتبطة بالحرارة. كما تؤثر سلبًا على الزراعة والبنية التحتية، مسببة حرائق الغابات وتدمير المحاصيل وتلف الطرق.
استجابة الحكومات والمجتمعات
تسعى السلطات المحلية والفدرالية إلى اتخاذ تدابير لحماية السكان من تأثيرات الحرارة الشديدة، بما في ذلك فتح مراكز تبريد وتوزيع المياه على الفئات الأكثر عرضة للخطر. كما تعمل المؤسسات الصحية على تقديم النصائح والإرشادات لتجنب الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة.
الاحتباس الحراري ومستقبل المناخ
يشدد العلماء على أن الإجراءات الفورية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة هي السبيل الوحيد للحد من تزايد حدة موجات الحرارة. تتطلب هذه الإجراءات التعاون الدولي وتبني سياسات مستدامة تهدف إلى حماية البيئة وضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة.
في الختام، تعد موجة الحرارة التي تضرب الولايات المتحدة جزءًا من نمط عالمي متزايد يستدعي انتباه الجميع لاتخاذ إجراءات جدية لمواجهة التغير المناخي.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=29350