الغازي الشرقي
في خطوة جديدة تهدف إلى تحليل العلاقات بين المغرب وإسبانيا، اقترح الحزب الشعبي الإسباني تشكيل لجنة وزارية مختصة بدراسة الوضع في سبتة ومليلية. تأتي هذه المبادرة بعد تقارير إعلامية أيبيرية أشارت إلى رفض المغرب المستمر الاعتراف بالسيادة الإسبانية على المدينتين والجزر الواقعة في غرب البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى التأخر في فتح الجمارك التجارية بين البلدين.
خلفية المبادرة وأسبابها
برر الحزب الشعبي مبادرته التشريعية برفض المغرب الاعتراف بالسيادة الإسبانية على سبتة ومليلية، وهو ما يعتبره الحزب تحدياً لسيادة إسبانيا. كما أشار الحزب إلى التأخر المستمر في فتح الجمارك التجارية بين المغرب وإسبانيا، مما يزيد من تعقيد العلاقات الثنائية.
دعم ومعارضة المبادرة
حظيت المبادرة بدعم مجموعات يسارية متطرفة صغيرة، متحدة تحت راية مجموعة اليسار الكونفدرالي في مجلس الشيوخ. في المقابل، عارض حزب العمال الاشتراكي الحاكم هذه الخطوة، محذراً من أنها قد تؤدي إلى “صراع دبلوماسي مع المغرب”. وأوضح أحد أعضاء مجلس الشيوخ عن الحزب الاشتراكي أن “الدبلوماسية تعمل على تقليل الخلافات وليس تضخيمها”.
سياق المبادرة
جاءت هذه المبادرة في الأول من مايو/أيار، حيث طلب الحزب الشعبي من حكومة بيدرو سانشيز تشكيل اللجنة الوزارية لدراسة وتحليل الوضع في سبتة ومليلية، بالإضافة إلى مواجهة “تداعيات السياسة المغربية” على العلاقات الثنائية.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تشير هذه الخطوة إلى أهمية سبتة ومليلية في العلاقات المغربية الإسبانية، وإلى الحساسية الكبيرة التي ترافق قضية السيادة على هذه المناطق. يمكن أن تؤدي هذه المبادرة إلى تداعيات دبلوماسية بين البلدين، خصوصاً في ظل التحذيرات من نشوب صراع دبلوماسي. ومع ذلك، قد تسهم اللجنة الوزارية في تقديم تحليلات واقتراحات تسهم في تحسين العلاقات وحل الخلافات القائمة بطريقة دبلوماسية وفعّالة.
إن تشكيل لجنة وزارية لدراسة علاقات المغرب مع سبتة ومليلية يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها إسبانيا لهذه القضية، ومحاولتها التعامل مع التحديات الدبلوماسية بحذر وتفكير استراتيجي. يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه المبادرة على العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا مفتوحاً، في انتظار التطورات المستقبلية.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=28443