اعداد غازي الشرقي
تمتلك مدينة الدار البيضاء تاريخًا عريقًا وذاكرة ثرية تمتد لعدة قرون، ومن بين أبرز المواقع التاريخية والثقافية فيها يبرز “كاريان سنطرال”، الذي عاشت عليه قبائل شاوية معروفة واحتضنه الكثيرون هربًا من الاستعمار. واليوم، تقررت خطوة جديدة تجاه الحفاظ على هذا التراث الثمين واستغلاله بطريقة تعزز البيئة وتقدم فرص ترفيهية للمواطنين.
وفي هذا السياق وحسب احدى المصادر، قرر مجلس جماعة الدار البيضاء تخصيص 33 هكتارًا من أرض “كاريان سنطرال” لإنشاء منتزه وطني، يهدف إلى أن يكون الأكبر من نوعه على المستوى الوطني. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود السلطات المحلية للحفاظ على التراث وتوفير مساحات خضراء للاستمتاع بها والاستفادة منها.
وقد تولت شركة التنمية المحلية “الدار البيضاء للبيئة” مسؤولية إعداد دراسة تصميم المنتزه، والتي تهدف إلى استغلال الفضاءات الخضراء بشكل مبتكر وتوفير مناطق ترفيهية متنوعة للزوار. وتأتي هذه الخطوة في إطار رفض بناء عقارات على أرض “كاريان سنطرال”، وبدلاً من ذلك، جعلها منتزهًا يحتضن التاريخ والثقافة ويعزز الوعي البيئي.
وتعتبر هذه الخطوة نقلة نوعية في المشاريع البيئية، حيث ستجعل العاصمة الاقتصادية تتنافس مع عواصم عالمية فيما يتعلق بتوفير المساحات الخضراء والفضاءات الترفيهية. ومن المتوقع أن يكون المنتزه الجديد مكانًا للترفيه والاستجمام للمواطنين، بالإضافة إلى أنه سيحمل قيمة تاريخية وثقافية تعزز الانتماء للمكان.
وبهذه الخطوة، يتم الحفاظ على هوية وحمولة تاريخية “كاريان سنطرال”، والذي يعتبر قلب الدار البيضاء ومنبعها. وتأتي هذه الخطوة كجزء من جهود السلطات المحلية لتعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة في المدينة، وتعكس التزامها بتوفير فرص ترفيهية وتوعية بيئية للمواطنين.
في الختام، يبرز تحويل “كاريان سنطرال” إلى منتزه وطني كخطوة إيجابية نحو الحفاظ على التراث والبيئة في الدار البيضاء، وتوفير مساحات خضراء تعزز جودة الحياة وتعزز الوعي البيئي لدى السكان.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=24836