الدكتور  حمضي ينبه لخطر  تفشي داء السل في المغرب

MICROTV
مجتمع
MICROTV28 مارس 2024آخر تحديث : الخميس 28 مارس 2024 - 12:14 صباحًا
الدكتور  حمضي ينبه لخطر  تفشي داء السل في المغرب

خطوط النواصر

دق الدكتور طيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، ناقوس الخطر بخصوص داء السل في المغرب، وأشار، في ورقة له حول ” داء السل في المغرب: الأرقام والتحديات.

حسب بعض الوسائل الاعلامية … أن السل في المغرب هو مرض يصيب حوالي 100 شخص كل يوم، ويودي بحياة 9 أشخاص يوميا. وذهب إلى أن معدلات الإصابة بالسل تتراجع سنويا ببطء شديد. أما السكان الأكثر تضرراً فهم سكان الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية والمناطق الفقيرة المحيطة بالمدن.

من بين المعطيات الملفتة التي يقدمها الدكتور حمضي أن 15 في المائة من حالات داء السل لا يتم اكتشافها وتشخيصها سنويًا، وأن حالات السل المقاومة للأدوية لا تتم تشخيصها بشكل كاف، مما يزيد من تفاقم المشكلة. يلاحظ أيضًا أن السل خارج الرئتين يشكل نصف حالات الإصابة، مما يعتبر نسبة مرتفعة جدًا.

لتحسين الفحص والعلاج والتشخيص لحالات السل، وحتى القضاء عليه، يقترح الدكتور حمضي اتخاذ عدة تدابير، بما في ذلك توسيع نطاق الفحص والتشخيص المبكر وإدارة الحالات المخالطة والأشخاص المعرضين للخطر، وتوسيع العلاج الوقائي، وتسهيل الوصول إلى الرعاية من خلال التكنولوجيا الطبية الجديدة والسريعة. ويؤكد على أهمية توفير الفحوصات المجانية للكشف ومتابعة المرض، بالإضافة إلى دعم المرضى من خلال تغطية تكاليف النقل وتوفير المساعدات الغذائية.

يسلط الضوء أيضًا على أهمية التدابير الاجتماعية الأخرى مثل مكافحة الفقر وتحسين ظروف السكن وتوفير الغذاء الكافي، بالإضافة إلى مكافحة التدخين وتحسين مستوى المعيشة والوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري.

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن المغرب سجل ما مجموعه 35 ألف حالة جديدة أو انتكاسة في عام 2021، مع معدل حدوث يبلغ 94 حالة جديدة لكل مائة ألف نسمة، وتقديرات بوفاة 3300 شخص.

ويموت واحد من كل 10 مرضى السل في المغرب، وواحد من كل خمسة مرضى السل المصابين أيضا بفيروس نقص المناعة المكتسبة في نفس الوقت.

وذكر الدكتور حمضي أن الانخفاض في حالات الإصابة بالسل بطيء جدا ولا ينخفض إلا بنسبة 1٪ في السنة بين عامي 2015 و2021، مما يعيق الحد من الإصابة بالسل أو القضاء عليه بحلول عام 2030 وفقا للأهداف المحددة دوليا.

ويصيب داء السل الذكور بنسبة 59٪ مقابل 41٪ بين الإناث (من الحالات المبلغ عنها) أي امرأتين مقابل كل ثلاث رجال.

أما الفئة العمرية الأكثر تضررا فهي (25 إلى 34 سنة (وهي الفئة العمرية الأكثر إنتاجا. ويعتبر سكان الأحياء المكتظة والأحياء المحيطة بالمدن هي الأكثر إصابة.

الجهات الأكثر تضررا من حيث عدد الاصابات لكل مائة ألف نسمة: طنجة تطوان الحسيمة، والرباط وسلا والقنيطرة، والدار البيضاء سطات.

و معدل كتشاف المرض وتشخيصه نسبة لعدد المصابين: 85٪. (أي أن 15٪ من المصابين أو واحد من 6 أشخاص هم مصابون بداء السل دون أن يتم تشخيص مرضهم). بينما يصل معدل الشفاء هو 88 ٪.

ومن المعطيات اللافتة التي تضمنها ورقة ” داء السل في المغرب: الأرقام والتحديات” أن ثلثا حالات السل المقاوم للأدوية لا يتم تشخيصهم، مما يشكل مشكلة صحية عمومية خطيرة تتمثل في انتشار السل المقاوم للأدوية، و نصف حالات داء السل تهم أعضاء غير الرئتين: انتقل معدل داء السل خارج الرئتين من 28٪ سنة 1990 إلى 49٪ سنة 2021.

وقال الدكتور حمضي إنه ينبغي العمل على المحددات الاجتماعية والاقتصادية المساهمة في انتشار داء السل: المستوى الاجتماعي والاقتصادي، التغذية الكافية، الفقر، السكن، وعوامل الخطر الأخرى: الحالة المناعية، داء السكري، التدخين، وغيرها من العوامل.

“مع ظهور العديد من التحديات التي تواجه جهود مكافحة مرض السل، يتبادر إلى الذهن ضرورة تحسين معدلات الكشف والتغطية العلاجية وتعزيز فعالية البرامج الصحية المتعلقة بمكافحة المرض. يُعتبر توسيع نطاق استخدام اختبارات التشخيص السريعة للكشف المبكر عن الإصابة بالسل خطوة حاسمة في هذا السياق. فهذه الاختبارات تساعد في تشخيص المرض بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يسهم في البدء السريع بالعلاج وبالتالي تقليل انتشار المرض وتحسين معدلات الشفاء.

ومن الجوانب الأخرى، فإن دعم المرضى في مواجهة الآثار الجانبية للأدوية وتوفير الخدمات الطبية بشكل مجاني يعتبر عنصرًا أساسيًا لضمان استمرارية العلاج والمتابعة الصحية. يتعين أيضًا تحسين الكشف عن حالات السل المقاومة للأدوية وضمان العلاج الوقائي للأشخاص المعرضين للخطر، وهو ما يساهم في الحد من انتشار المرض وتقليل عدد الإصابات.

علاوة على ذلك، فإن توفير الرعاية الصحية والدعم للفئات الأكثر هشاشة والفقيرة يعد جزءًا لا يتجزأ من جهود مكافحة السل. فالتكاليف المالية والاجتماعية للعلاج يمكن أن تكون عائقًا كبيرًا أمام الأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض، لذا ينبغي على الدول توفير الدعم اللازم للمرضى لتغطية تكاليف النقل والعناية الغذائية.

وعلاوة على ذلك، ينبغي التركيز على تحسين إدارة مرض السل لدى الشباب والأطفال، مع توفير برامج تثقيفية ووقائية للوقاية من الإصابة بالمرض، بالإضافة إلى تحسين الوصول إلى الخدمات الطبية في المناطق الريفية والمجتمعات النائية.

في النهاية، تعتبر جهود مكافحة مرض السل من أقدم وأهم الجهود الصحية العالمية، ومن واجب الدول والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي بأسره دعم هذه الجهود وتكثيف العمل المشترك للقضاء على هذا المرض وحماية صحة وسلامة المجتمعات.”

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.