المصطفى قصاب
في إطار المجهودات التي تقوم بها وزارية الخارجية المغربية و الهيأة الدبلوماسية التي يرأسها أسد الدبلوماسية المغربية السيد بوريتا ، تعززت العلاقات الثنائية الوثيقة هذه السنة بفضل تبادل الزيارات بين الجانبين على أعلى مستوى مما مكن من إعطاء دفعة قوية للتعاون متعدد الأوجه ، كما اكتست العلاقات بين البلدين خلال هذه السنة حيوية جديدة في إطار شراكة استراتيجية ، و الأهمية التي يكتسيها هذا النوع من العلاقات ذات الطابع الاقتصادي التي تترجم الإرادة القوية التي تحذوا الفاعلين الاقتصاديين والمؤسساتيين في “بث دينامية جديدة في العلاقات الاقتصادية و التجارية بين البلدين حتى تكون في مستوى العلاقات السياسية الصادقة والممتازة.
ناهيك عن التطور الإيجابي لحجم المبادلات التجارية التي تناهز مليار أورو، وكذلك عدد المقاولات البرتغالية المتواجدة في المغرب التي تقارب 300 مقاولة (مقابل عشرات منذ عشرين سنة).
إن المغرب والبرتغال وعلى مدى تاريخهما المشترك بنيا علاقة متينة ترتكز على أساس التفاهم والأخذ بعين الاعتبار المصالح المتبادلة، مسجلا كثافة وتنوع هذه العلاقات وكذلك آليات التشاور التي تم وضعها، خاصة الاجتماعات رفيعة المستوى، ووعيا بالأفاق الواعدة لعلاقاتهما، أطلق المغرب والبرتغال، مشاريع مهيكلة، والمحادثات حول إنشاء خط بحري بين طنجة والدار البيضاء بورتيماو، والذي يبرره أكثر فأكثر التدفق المتزايد للمبادلات التجارية المسجلة طيلة السنوات الأخيرة ، مع النمو المسجل في حركة النقل الطرقي للسلع.
إن العلاقات الثنائية شهدت تطورا خلال السنوات الأخيرة وتعكس الإرادة المشتركة للبلدين لتوسيع آفاق الاستثمار في عدد من الميادين ذات الاهتمام المشترك.
وعلاوة على الجانب الفلاحي، وجد المغرب الذي يعتبر الجار الأطلسي الأقرب للبرتغال، اقتناعا منه بالأهمية البالغة للنهوض بالتعاون الثنائي، في هذا البلد الإيبيري حليفا مهما يمتلك إرادة حقيقية للتثمين الفعلي لهذا التقارب.
وأن السلطات المغربية لن تدخر جهدا من أجل تسهيل الاستثمارات البرتغالية بالمغرب وتحسين مناخ الأعمال، وهذا التعاون مدعو اليوم إلى إظهار تكيف وتصور جديد تفرضهما تحديات العصر.
وقد وقع البلدان مذكرة تفاهم تتعلق بتطوير علاقات ثلاثية الأطراف المغرب –البرتغال-البلدان الإفريقية والتي ستفتح لنا آفاقا جديدة للعمل سويا في مناطق من قبيل إفريقيا الغربية وإفريقيا الناطقة بالبرتغالية، حيث مجالات الخبرة يمكن أن تتظافر من أجل إنجاز استثمارات وولوج أسواق جديدة.
ومما سيعزز العلاقات الثنائية بين البلدين والمنظار الوحيد الذي جاء في خطاب صاحب الجلالة نصره الله لمعرفة الدول الصديقة من المعادية للوحدة الوطنية والخروج من الضبابية في هذا السياق، جددت البرتغال دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدمت في عام 2007، والتي تعتبرها مقترحا واقعيا وجادا وموثوقا من أجل حل معتمد في إطار الأمم المتحدة لقضية الصحراء، وأكدت الحكومة البرتغالية دعمها المطلق لمغربية الصحراء.
وهكذا انضمت البرتغال الى الدول الأوروبية الأخرى التي تجعل من المبادرة المغربية للحكم الذاتي القاعدة الجدية والموثوقة من أجل حل نهائي لقضيتنا الأولى.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=12208