شهد ملف تدبير وجمع النفايات المنزلية في العاصمة الموريتانية نواكشوط تطورًا لافتًا، بعد أن أُعيد إسناد صفقة ضخمة لشركة “SOS NDD” المغربية، التابعة لعائلة سعيد، وذلك بعد أقل من ثلاثة أشهر من إلغاء العقد السابق الذي بلغت قيمته نحو ملياري درهم سنويًا.
وقامت اللجنة الوطنية للمشتريات العمومية بوزارة الداخلية والتنمية المحلية في موريتانيا بمنح العقد بشكل مؤقت مجددًا لصالح الشركة المغربية، بقيمة إجمالية تقدر بـ6.98 مليار أوقية موريتانية، أي ما يزيد عن 1.85 مليار درهم سنويًا، على مدى عشر سنوات. ومن المرتقب أن تنجز الأشغال الأساسية خلال سنة واحدة، بتمويل مباشر من الميزانية العامة للدولة الموريتانية.
المناقصة الدولية التي أُغلقت نهاية دجنبر 2024، شهدت مشاركة خمس شركات، من بينها أسماء بارزة مثل الشركة الفرنسية “Pizzorno”، والشركة الموريتانية للنقل والنفايات SMTD، إلى جانب الشركة المغربية “Soudatri”. وقد تم فتح العروض في 4 أبريل 2025، مع منح الشركات المتضررة مهلة خمسة أيام لتقديم الطعون.
وكانت الصفقة قد عرفت ما وصف بـ”الزلزال الإداري” في 23 يناير 2025، حين قررت سلطة تنظيم الصفقات العمومية في موريتانيا إلغاء الإسناد المؤقت لـ”SOS NDD”، استجابةً لطعن تقدمت به شركة SMTD، معتبرة أن العرض المقدم لا يستوفي بعض الشروط التقنية.
ورغم هذه الانتكاسة، أعادت اللجنة المختصة لاحقًا ترشيح الشركة المغربية للفوز بالصفقة، ما يؤكد عزم “SOS NDD” على التوسع دوليًا وتعزيز حضورها في السوق الإفريقية.
وتُعد هذه الصفقة أول عقد دولي للشركة المغربية التي تأسست سنة 1977، وراكمت خبرات واسعة في ميادين النظافة الصناعية وتدبير النفايات ومعالجة المياه العادمة، كما تُشرف على تسيير عدد من المطارح أبرزها مطرح مديونة منذ سنة 2018.
وتمثل صفقة نواكشوط نقطة تحول في مسار “SOS NDD”، إذ تمنحها فرصة لإبراز نفسها كفاعل بيئي بارز في القارة، خاصة في ظل الطلب المتنامي على حلول بيئية مستدامة في إفريقيا.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=43582