اعداد عادل كربوب
في خطوة أمنية حازمة، تمكنت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي السوالم الطريفية من توقيف عدد من الأشخاص المتورطين في سرقة الرمال من شاطئ سيدي رحال، وذلك باستعمال عربات مجرورة تجرّها الدواب، في مشهد يعكس واقع استنزاف الثروات الطبيعية تحت أعين المتواطئين والصامتين.
العملية أسفرت عن حجز عدد من العربات المستعملة في نهب الرمال، وجرى فتح تحقيق موسّع تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في أفق تفكيك خيوط شبكة يُشتبه في تورطها في تهريب الرمال بشكل منظم، وفي ظل شبهات تحوم حول تواطؤ أطراف محلية تغض الطرف عن هذا النزيف البيئي الخطير.
هذه الجرائم البيئية، التي تُرتكب في واضحة النهار، تكشف عن تحدٍّ صريح للقانون واستخفاف بثروات الوطن، في منطقة تعاني أصلاً من هشاشة بيئية واقتصادية. فنهب الرمال لا يشكل فقط ضررًا بيئيًا فادحًا، بل يُعتبر أيضًا شكلاً من أشكال الاقتصاد الإجرامي الذي يستنزف موارد الدولة ويضرب في العمق مبدأ العدالة المجالية والتنمية المستدامة.
المطلوب اليوم ليس فقط تقديم الجناة للعدالة، بل محاسبة كل من يقف خلفهم، من ممولين ومتواطئين ومهندسي الصفقات القذرة. فمعركة حماية البيئة هي معركة سيادة، ولا يمكن السكوت عنها مهما كانت الأسماء والأوزان التي قد تظهر في التحقيقات.
هل تتحرك الجهات الوصية لتطهير الشاطئ من هذه اللوبيات؟ وهل تتحمل الجماعات المحلية مسؤولياتها في حماية المجال الساحلي؟ الأسئلة كثيرة.. والكرة في ملعب الدولة
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=43157