يونس حفيض
دعا رئيس جمهورية صرب البوسنة ميلوراد دوديك، الغرب، إلى الكفّ عن شيطنة روسيا والإساءة الممنهجة لها، مشددا على ضرورة الانتقال من سياسة المواجهة إلى محاولة فهم ما تريده موسكو فعلا.
وقال دوديك في مقابلة مع مجلة “Die Weltwoche” السويسرية ردا على سؤال حول النصيحة التي يمكن أن يقدمها لبرلين وبروكسل في علاقاتهما مع روسيا : “أولا وقبل كل شيء، يجب عليهما التوقف عن شيطنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتشويه صورة روسيا بشكل ممنهج.. وعوضا عن ذلك، ينبغي أن يحاولوا فهم ما تريده روسيا بالفعل”.
وشدد دوديك على أن روسيا “ليست عدوا لأوروبا، رغم المحاولات المتكررة من بعض قادة أوروبا لإظهارها بهذه الصورة”.
وأوضح أن موسكو، كغيرها من الدول ذات الامتداد الجغرافي الواسع، تسعى إلى حماية حدودها والدفاع عن مصالحها.
وفي معرض حديثه عن ملف الطاقة، أشار دوديك إلى أن “ألمانيا كان عليها أن تحسم موقفها من مشروع ‘نورد ستريم’ (السيل الشمالي) قبل أن تتدخّل فيه الولايات المتحدة”.
وفي سياق متصل، تطرقت مقابلته مع الصحيفة، إلى الوضع القانوني الذي يواجهه (دوديك)، حيث أصدرت محكمة البوسنة والهرسك في حقه في 26 فبراير الماضي حكما غيابيا بالسجن لمدة عام، إضافة إلى حظر ممارسة أي نشاط سياسي لمدة ست سنوات، ويُعد هذا الحكم صادرا عن محكمة ابتدائية، ويحق لدوديك الطعن فيه.
وقد جاء هذا الحكم بعد اتهامات وجهتها النيابة العامة في البوسنة والهرسك لدوديك في أغسطس 2023 بعدم امتثال دوديك لتوجيهات المندوب السامي الأممي للبوسنة والهرسك كريستيان شميدت، وذلك بتوقيعه على مرسوم يصادق على قانون أقره برلمان جمهورية صرب البوسنة في 27 يونيو 2023 وينص على عدم سريان مفعول قرارات المحكمة الدستورية للبوسنة والهرسك في أراضي جمهورية صرب البوسنة.
يذكر أن روسيا أعلنت في 2021 اعتراضها على تعيين شميدت مندوبا ساميا للبوسنة والهرسك لعدم التزامه بالتدابير المتبعة في أثناء عملية تعيينه، وأشارت إلى أن هذا التعيين لم يصادق عليه من قبل الأطراف البوسنية ومجلس الأمن الدولي.
من جانبه، وصف دوديك وقتها تعيين شميدت بدون قرار مجلس الأمن الدولي بأنه انتهاك لاتفاقية دايتون التي أنهت الحرب في البوسنة في التسعينيات، وأنه يتعارض مع القانون الدولي ودستور البوسنة والهرسك.
وأعلنت البوسنة والهرسك استقلالها عن يوغوسلافيا في عام 1992، وبعد ذلك انزلقت الجمهورية إلى حرب شارك فيها المسلمون البوسنيون والصرب والكروات، واستمرت حتى عام 1995.
وبمشاركة المجتمع الدولي، تم توقيع اتفاقية “دايتون” للسلام، وتشكيل ثلاث كيانات: اتحاد البوسنة والهرسك، وجمهورية صرب البوسنة، ومنطقة برتشكو الخاصة. وتقف على رأس الدولة هيئة رئاسة تتكون من ثلاثة أشخاص: ممثل واحد عن كل من الصرب والكروات والبوسنيين (المسلمين البوسنيين).
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=43047