لا أحد ينكر أهمية دور الأمن في حياتنا اليومية فهو يشكل أهم الأسباب الرئيسية للاستقرار في أي دولة وبالمقابل فإن العكس يكون له آثاره السلبية على السياسة والاقتصاد ويؤثر على مصالح الحياة بشكل أساسي ، فمفهوم الأمن هو شامل وله أبعاد تشكل العديد من الجوانب. فهناك الأمن الاجتماعي ، والأمن الفكري ، والأمن السياسي ، والأمن الاقتصادي وجميعها كلٌ لا يتجزأ من الأمن الوطني بمفهومه الشامل.
لذلك فإن من الواجب علينا جميعاً أن نعي بأن دور المواطن لا يقل عن دور رجل الأمن في تحمل المسؤولية، فجوهر الوظيفة الأمنية خدمة المواطن كما أن الشعور بالمسؤولية والوعي بأهمية دور المواطن في استقرار المجتمع هما الخطوة الهامة المتصلة بالعمل الأمني لسلامة المجتمع، فعلى المواطن دور كبير وهام في دعم ومساندة جهود الدولة ورجال السلطة للوقوف جنباً إلى جنب مع رجال الأمن الذين يضحون بأنفسهم وأرواحهم فداء لوطننا الذي أنعم الله عليه بنعمة السلام والتسامح.
وعليه فإن الوصول إلى تحقيق أمن الوطن والمواطن وسلامته لم يعد مسؤولية الأجهزة الأمنية فقط، بل إن دور المواطن أصبح ضروريا وفاعلا في هذا المجال.
فلا يعقل أن يظل المواطن غير مبال بما يقع من حوله متجاهلا ما يتعرض له الناس من اعتداءات في بعض الأحيان في واضحة النهار على مرأى ومسمع الكل دون أن يحرك ساكنا كأن الأمر لا يعنيه..
إن الدور السلبي للمواطن والقصور في الوعي وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع والوطن والوقوف موقف المتفرج من الظاهرة الإجرامية وعدم التعاون مع رجال الأمن في الكشف عن غموض بعض الجرائم والإبلاغ عن أية حالات مشبوهة أو مريبة وتقديم المعلومات إلى الجهات الأمنية يعتبر خيانة للضمير والدين والوطن.
إن رجال الأمن لا يستطيعون وحدهم منع الجريمة بكفاءة عالية دون تجاوب وتعاون المواطن من خلال التركيز على الدور الوقائي. ولا شك أن المواطنين لا يقصرون في ذلك ولكن نتحدث عن فئة صغيرة ترى أن حفظ الأمن هو من واجبات رجل الأمن وحده. فللمواطن دور هام في تكملة دور رجل الأمن، هنا لابد من إيجاد منظومة متكاملة من التعاون من خلال تأصيل معاني القيم الإنسانية بين أفراد المجتمع وتنمية الإحساس لدى المواطنين بأنهم جميعا رجال أمن يشاركون في حفظ الأمن.
إن تكاثف الجهود بين الجميع يساهم إلى حد كبير في خلق توازن إيجابي يتصدى بقوة لأي تهديدات تتربص بالأمن العام..هذه التهديدات التي لم تعد قاصرة فقط على التعرض للعدوان المسلح بل تجاوزته لتصل لمرحلة الاختراقات العولماتية الموجهة للنظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بهدف إحداث خلل في أي من عناصر القوة لدى الدولة وديمومتها.
لا مناص إذن من دور الجميع في الحفاظ على مكاسب الوطن وتربية أبناءنا على الاستقامة وعدم الانحراف والفهم الجيد للمعنى الحقيقي للأمن، فالمواطن جزء من معادلة التكامل بين المواطن والدولة وعليه فإن المسئولية الأمنية تقع على عاتق الجميع لأن بالتعاون نعمق في نفوسنا حب الوطن والفخر بالانتماء له. فمهمة سلامة الوطن والفرد والمجتمع ليست مقصورة على رجال الأمن وحدهم بل إنها مسؤولية الجميع.
أنوار..
مسؤول العلاقات العامة
الأمين العام للمنظمة المغربية للحريات وحقوق الانسان
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=42992
