اعداد عادل كربوب
في حادث خطير هزّ حي ميمونة بمدينة سطات مساء الجمعة 11 أبريل، تعرّضت فتاة قاصر لا يتجاوز عمرها 17 سنة لاعتداء بواسطة شفرة حلاقة، تسببت في جرح عميق على مستوى وجهها تطلب 30 غرزة، حسب مصادر من عائلتها. الحادث يعكس تحوّلاً مقلقاً في سلوك بعض القاصرين، حيث لم تعد الخلافات تُحل بالكلمة أو الحوار، بل بالعنف الجسدي المباشر.
الحادث لم يكن نتيجة صدفة، بل هو امتداد لوضع اجتماعي يعرف هشاشة متعددة الأوجه. الاعتداء يسلّط الضوء على ظاهرة بدأت تأخذ أشكالاً أكثر حدّة وسط فئة الشباب، ويطرح أسئلة حول أسباب هذا الانزلاق.
ما وراء الشفرة:
غياب التأطير: الأسرة والمدرسة لم تعودا قادرتين على مواكبة التحولات السلوكية عند الشباب. القيم التربوية تراجعت، والشارع أصبح فضاءً مفتوحاً للتأثير السلبي.
تأثير المحتوى الرقمي: منصات التواصل تعجّ بمشاهد العنف التي تُروَّج أحياناً كنوع من البطولة أو التحدي، مما يُشوّه الوعي لدى فئة عمرية حساسة.
بيئة محفوفة بالمخاطر: انتشار بعض المواد المخدرة الرخيصة وسهولة الوصول إليها يزيد من منسوب العنف والانفلات السلوكي.
ضعف الدعم النفسي: أغلب الشباب يمرّون من أزمات صامتة، دون مرافقة أو إنصات، مما يجعل ردود أفعالهم غير متزنة.
الحل ليس فقط في المحاسبة، بل في الوقاية.
الحادث يضع الجميع أمام مسؤولية جماعية: الأسرة، المدرسة، المجتمع المدني، والإعلام. كما يُعيد طرح دور المؤسسات المعنية بحماية الطفولة، ليس فقط عبر المتابعة القانونية، ولكن من خلال الوقاية، المواكبة، والدعم.
لسنا بصدد توزيع الاتهامات، لكن الأكيد أن التماطل في المعالجة المجتمعية لهذا النوع من القضايا لن يزيد الوضع إلا تعقيداً.
الجرح لم يلتئم بعد… والمسؤولية مشتركة.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=42668