أهالي غزة يتمسكون بالحياة.. كيف يستعد الفلسطينيون لعيد الفطر؟

admin
أخبار دولية
admin29 مارس 2025آخر تحديث : السبت 29 مارس 2025 - 3:03 مساءً
أهالي غزة يتمسكون بالحياة.. كيف يستعد الفلسطينيون لعيد الفطر؟

يونس حفيظ

مئات الآلاف من العائلات لا يتوفر لديها الحد الأدنى من المواد الغذائية بما يحول دون قدرتهم على إسعاد أطفالهم بالعيد.

رغم الدمار والعدوان، تتمسك غزة بالحياة، حيث يتسوق الفلسطينيون في القطاع ما استطاعوا استعدادًا لعيد الفطر، ولا يعرفون إن كان سيزورهم، أم يخطئ مكانهم للمرة الثالثة.

ويحل عيد الفطر على فلسطينيي غزة هذا العام، وسط ظروف إنسانية واقتصادية صعبة في وقت تصعد فيه إسرائيل من جرائم إبادتها الجماعية بارتكاب المجازر والتجويع والتعطيش.

ومنذ 2 مارس تفرض إسرائيل حصارًا مشددًا على قطاع غزة عبر إغلاق المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، حيث باتت الأسواق شبه خالية من البضائع فيما ترتفع أسعار المتوفر منها لمستويات كبيرة.

سكان قطاع غزة يستعدون لعيد الفطر

وتستذكر سيدة فلسطينية لحظات التحضير لعيد الفطر قبل عامين، وتقول في حديث للتلفزيون العربي: “العيد كان يوم فرح لنا ولأطفالنا من خلال التجهيز وشراء الحلوى والألعاب والملابس”.

وتضيف: “كان لدينا بيت ومأوى، وحياة مغايرة لتلك التي نعيشها في هذه الأيام”.

وفي ظل آلام الفقد والنزوح، يتهيأ الأطفال لاستقبال العيد، ليتزودوا بالأمل ويلتقطوا بعضًا من أجواء الفرح.

ومع أكوام الركام الغالبة على القطاع، والمقدرة بـ42 مليون طن وفق تقارير الأمم المتحدة، يلهو الأطفال ويحلمون بالعيد.

ويقول طفل صغير من منطقة الجندي المجهول، “قبل الحرب كنا نخرج ونشتري ملابس ونلعب، لكن الاحتلال دمر المنطقة”، فيما يضيف آخر، أن العيد جاء فيما حل الدمار في قطاع غزة، ولا يوجد مال لشراء الملابس.

“كعك العيد” في قطاع غزة

وداخل أحد مراكز الإيواء بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تصر نساء فلسطينيات على إعداد كعك العيد رغم استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل وما يرافقها من جرائم التجويع والقتل، في محاولة منهن لانتزاع بسمة من وجوه أطفالهن الذين أنهكتهم الحرب.

ورغم حالة الألم والقهر والحسرة التي تلف قلوب تلك الفلسطينيات على ما فقدنه خلال الإبادة من منازل وأحباء إلا أنهن يسعين من أجل توفير الحد الأدنى لأطفالهن وإنقاذهم من دائرة “الحرمان” التي تدفع إسرائيل فلسطينيي غزة إليها عبر التجويع.

في مشهد يحمل في طياته تناقضًا، لكنه يعكس إصرارًا كبيرًا على الحياة، تجلس الفلسطينية كوثر حسين أمام فرن مصنوع من الطين تم وضعه في أحد زوايا مركز الإيواء وتحاول إشعال النار تمهيدًا لخبز كعك العيد، فيما تقصف المدفعية الإسرائيلية مناطق مختلفة من القطاع.

وفي ظل شح الدقيق والمواد الخام المستخدمة في صناعة الكعك، تحاول الفلسطينيات توفير البدائل والاكتفاء بما يتوفر لديهن من القليل من التمور، وذلك في إطار إحياء الشعائر الدينية وزرع الفرح على وجوه الأطفال.

إلا أن مئات الآلاف من العائلات لا يتوفر لديها الحد الأدنى من المواد الغذائية بما يحول دون قدرتهم على إسعاد أطفالهم بالعيد، فيقضون أيامه بألم يعتصر قلوبهم على هذا الحرمان الذي أجبروا عليه.

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الجاري، قتلت إسرائيل 896 فلسطينيًا، وأصابت 1984 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة بالقطاع صباح الجمعة.

ويمثل التصعيد الإسرائيلي الراهن الذي قالت تل أبيب إنه بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، وامتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس الجاري.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.