في إطار الجهود التوعوية الرامية إلى حماية الشباب من مخاطر التدخين والمخدرات، نظمت جمعية المستقبل للثقافة والتربية والإعلام، وجمعية بصمة للتنمية المستدامة، وجمعية مرضى ومعاقي داء بهجت، ندوة تحسيسية هامة تحت شعار “لنقل لا للسيجارة الأولى”، وذلك يوم الأربعاء 26 مارس 2025، بالقاعـة الكبرى لإعدادية ابن المعتز في سباتة.
حضور وازن واهتمام كبير
شهدت الندوة مشاركة واسعة من التلاميذ، حيث حضرها أكثر من 80 تلميذاً وتلميذة، إضافة إلى مجموعة من الأطر التربوية، وممثلين عن المجتمع المدني، وفاعلين مهتمين بمكافحة هذه الآفة الخطيرة. وقد أبان التلاميذ عن اهتمامهم الكبير بالموضوع، حيث تفاعلوا بشكل إيجابي مع المحاضرين، وطرحوا العديد من الأسئلة التي تعكس وعيهم المتزايد بخطورة الظاهرة.
مداخلات قوية ورسائل توعوية
افتتح اللقاء الأستاذ حسن بوسرحان الذي قام بتقديم فقرات الندوة بأسلوب مشوق، مبرزاً أهمية التوعية بمخاطر التدخين والمخدرات، لا سيما في أوساط الناشئة التي تكون أكثر عرضة للتأثيرات السلبية لمحيطها.
وقد كان الحاضرون على موعد مع مداخلة علمية وتوعوية قدمها السيد مصطفى مقدم، رئيس جمعية مرضى ومعاقي داء بهجت، حيث سلط الضوء على المخاطر الجسدية والنفسية التي يسببها التدخين وتعاطي المخدرات، مشيراً إلى أن التدخين هو البوابة الأولى نحو الإدمان، وأن السيجارة الأولى تمثل بداية الطريق نحو العديد من المشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية. كما تحدث عن الأمراض التي تصيب المدخنين، مثل أمراض القلب، وسرطان الرئة، والتهاب القصبات الهوائية، وانخفاض مستوى المناعة، محذراً من التأثيرات السلبية التي تمتد لتشمل العائلة والمجتمع ككل.
من جانبه، أكد السيد عبد الهادي جبيري، رئيس جمعية بصمة للتنمية المستدامة، خلال مداخلته التنسيقية، على أهمية دور الجمعيات والمجتمع المدني في الوقاية من هذه الظواهر السلبية، من خلال التوعية المستمرة داخل المؤسسات التعليمية، مشدداً على ضرورة خلق بيئة مدرسية سليمة تعزز مناعة التلاميذ ضد الإغراءات التي قد تقودهم نحو هذه العادات الخطيرة.
التدخين والمخدرات.. مخاطر نفسية واجتماعية
لم تقتصر الندوة على الجوانب الصحية فقط، بل تطرقت أيضاً إلى الأبعاد النفسية والاجتماعية لهذه الظاهرة، حيث تم تسليط الضوء على تأثير الإدمان على الأداء الدراسي، وفقدان التركيز، واضطرابات السلوك، إلى جانب المشاكل الأسرية التي تنجم عن إدمان أحد أفراد العائلة على التدخين أو المخدرات.
كما تطرقت النقاشات إلى الضغوط الاجتماعية التي تدفع الشباب إلى التدخين، مثل الرغبة في إثبات الذات، أو التأثر برفاق السوء، وهو ما يجعل من التوعية والتربية الأسرية أحد أهم الحلول لمواجهة هذه الظاهرة.
تفاعل التلاميذ وتوصيات الندوة
تميزت الندوة بنقاش مفتوح بين التلاميذ والمؤطرين، حيث عبر التلاميذ عن آرائهم وتساؤلاتهم بخصوص الطرق الفعالة لمكافحة التدخين والمخدرات، وكيفية التصدي للضغوط التي قد يتعرضون لها من قبل أصدقائهم أو محيطهم الاجتماعي.
وفي ختام اللقاء، خرج المشاركون بعدد من التوصيات المهمة، أبرزها:
• تعزيز الحملات التحسيسية داخل المؤسسات التعليمية، لمساعدة التلاميذ على إدراك المخاطر الحقيقية للتدخين والمخدرات.
• تشجيع الأنشطة الرياضية والثقافية كوسيلة فعالة لملء وقت فراغ الشباب وإبعادهم عن هذه السلوكيات الضارة.
• تفعيل دور الأسرة في التوعية المبكرة للأطفال حول مخاطر التدخين والمخدرات.
• توفير برامج دعم نفسي واجتماعي داخل المدارس، لمساعدة التلاميذ الذين قد يكونون عرضة لخطر الإدمان.
• تعزيز الشراكة بين المؤسسات التعليمية والجمعيات والمجتمع المدني لتكثيف الجهود في التصدي لهذه الظاهرة.
ختام بتأكيد الالتزام
في نهاية الندوة، تم التأكيد على ضرورة استمرار مثل هذه المبادرات داخل المؤسسات التعليمية، بهدف خلق جيل واعٍ ومسؤول، قادر على اتخاذ قرارات سليمة تحمي مستقبله، وتساهم في بناء مجتمع خالٍ من الآفات الاجتماعية التي تهدد الصحة والأمن المجتمعي.
وتظل هذه الندوة واحدة من بين العديد من الفعاليات التي تنظمها الجمعيات الناشطة في المجال، في إطار جهود متواصلة لمحاربة التدخين والمخدرات، وتوجيه الشباب نحو حياة صحية وسليمة، بعيداً عن المخاطر التي قد تودي بمستقبلهم.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=41573
