من مؤامرة “الرصاصة السحرية” لاغتيال المنفذ.. ماذا نعرف عن وثائق اغتيال جون كينيدي؟

admin
2025-03-19T15:30:48+00:00
أخبار دولية
admin19 مارس 2025آخر تحديث : الأربعاء 19 مارس 2025 - 3:30 مساءً
من مؤامرة “الرصاصة السحرية” لاغتيال المنفذ.. ماذا نعرف عن وثائق اغتيال جون كينيدي؟

whatsapp icon

صورة لوثائق اغتيال جون إف كينيدي المفرج عنها في 18 مارس 2025 - Reuters
صورة لوثائق اغتيال جون إف كينيدي المفرج عنها في 18 مارس 2025 – Reuters
دبي –الشرق

أفرجت الولايات المتحدة الثلاثاء، عن مجموعة جديدة من الوثائق الحكومية المتعلقة باغتيال الرئيس جون ف. كينيدي للجمهور، بموجب أمر من الرئيس دونالد ترمب، ورغم أنه لم يتم العثور على أي تفاصيل جديدة على الفور، إلا أن مؤرخين أكدوا أن تحليل جميع الوثائق بدقة سيستغرق وقتاً.

ويأمل الباحثون أن تساعد هذه الدفعة الكبيرة من الوثائق في حسم، أو على الأقل إلقاء الضوء على الأسئلة النهائية حول الحدث الذي لا يزال موضوعاً لنظريات المؤامرة بعد ستة عقود.

وتضمنت الوثائق الجديدة 1123 وثيقة بصيغة PDF، شملت تقارير مكتوبة بالآلة الكاتبة وملاحظات بخط اليد، وكان معظمها أقصر من 10 صفحات.

ورغم أن ترمب صرّح الاثنين، بأن الوثائق ستُنشر دون أي تنقيحات، لكن مراجعة مبكرة أظهرت أن بعض المعلومات قد تم حجبها، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز“.

ويقول مؤرخون إنهم لا يتوقعون الكشف عن معلومات كبيرة جديدة، ولا معلومات تناقض الظروف الأساسية للقضية، وهي أن كينيدي اغتيل أثناء تنقله في موكب مكشوف في دالاس على يد مسلح منفرد، هو لي هارفي أوزوالد، في 22 نوفمبر 1963.

أحد وثائق اغتيال جون إف كينيدي المفرج عنها في 18 مارس 2025 - archives.gov
أحد وثائق اغتيال جون إف كينيدي المفرج عنها في 18 مارس 2025 – archives.gov

وقال ديفيد جاي جارو، وهو مؤرخ كتب بإسهاب عن وكالات الاستخبارات: “هذه الدفعة أكثر غموضاً بكثير من جميع الدفعات السابقة، التي كانت أكثر توثيقاً”.

وأظهرت مراجعة مبكرة للوثائق أن بعضها غير واضح وصعب القراءة، ويرجع ذلك بلا شك إلى عمرها — حيث تم كتابتها أو تدوينها قبل أكثر من نصف قرن، كما أنها نُسخت ضوئياً من مصادر أصلية قديمة.

وقال تيم نفتالي، الأستاذ المساعد في كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا، إنه يعتقد أن السبب وراء إبقاء هذه المعلومات سرية طوال هذه العقود لم يكن احتواؤها على معلومات صادمة عن الاغتيال، بل لحماية تفاصيل حساسة حول أساليب جمع المعلومات الاستخباراتية الخاصة بوكالة الاستخبارات المركزية.

وثيقة صادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA بشأن اغتيال جون إف كينيدي أفرج عنها في 18 مارس 2025، ويصعب قراءتها - archives.gov
وثيقة صادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA بشأن اغتيال جون إف كينيدي أفرج عنها في 18 مارس 2025، ويصعب قراءتها – archives.gov

وأضاف: “كنت دائماً متشككاً في أن هناك دليلاً قاطعاً في هذه المجموعة، لأنه لو كان هناك شيئاً مدمراً، لكان ترمب قد نشره في 2017”. وأردف: “ما كانوا يحمونه هو المصادر والأساليب”.

هل هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها وثائق عن الاغتيال؟

بموجب قانون جمع سجلات اغتيال الرئيس جون ف. كينيدي لعام 1992، كان من المفترض الإفراج عن جميع الوثائق المتعلقة بالاغتيال بحلول عام 2017، عندما كان دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة لأول مرة، وفقاً لـNBC NEWS.

وأفرج ترمب حينها عن بعض الوثائق المتعلقة بالاغتيال، لكنه منح وكالات الاستخبارات مزيداً من الوقت لتقييم الملفات المتبقية.

ولم يتم الإفراج عن مجموعة كبيرة من الوثائق إلا في ديسمبر 2022، عندما أصدر الرئيس جو بايدن أكثر من 13 ألف وثيقة، بعد أن رفعت مؤسسة ماري فيريل، أكبر أرشيف غير ربحي لسجلات اغتيال كينيدي في الولايات المتحدة، دعوى قضائية ضد إدارته لإجبارها على نشر جميع الوثائق.

الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي مع زوجته في دالاس قبل لحظات من اغتياله. 22 نوفمبر 1963 - Reuters
الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي مع زوجته في دالاس قبل لحظات من اغتياله. 22 نوفمبر 1963 – Reuters

لكن بايدن لم ينشر سوى 98% من جميع الوثائق المتعلقة بالاغتيال التي كانت لا تزال محفوظة في الأرشيف الوطني، وهو الجهة المسؤولة عن مجموعة سجلات اغتيال جون ف. كينيدي.

وقال جيفرسون مورلي، نائب رئيس مؤسسة ماري فيريل، آنذاك: “لقد حان الوقت لكي تتصرف الحكومة بشكل جاد، وتلتزم بروح القانون ونصه”.

وأضاف: “هذا يتعلق بتاريخنا وحقنا في معرفته”.

أما الوثائق التي بقيت سرية، والتي يقدر عددها بحوالي 4700 وثيقة، فقد قيل إنها تحتوي على مزيد من المعلومات حول رحلة لي هارفي أوزوالد إلى مكسيكو سيتي قبل الاغتيال.

من بين هذه الوثائق، هناك 44 وثيقة تتعلق بضابط وكالة المخابرات المركزية جورج جوانيديس وبرنامج سري متعلق بكوبا كان يديره، حيث يُعتقد أن هذا البرنامج تواصل مع أوزوالد قبل أقل من أربعة أشهر من اغتيال كينيدي، وفقاً لتقديرات باحثي مؤسسة ماري فيريل.

ما الجديد في هذه الوثائق؟

على عكس الإصدارات السابقة من سجلات الاغتيال، لم تكن هذه الوثائق مصنفة أو مقدمة بطريقة منظمة. إذ تبين أن بعضها كان مجرد نسخ من وثائق سبق الإفراج عنها، في حين لم يكن لبعضها الآخر أي صلة واضحة بالاغتيال.

ومن المحتمل أيضاً أن الدفعة الأولية التي أُفرج عنها الثلاثاء، لم تتضمن جميع الوثائق التي شملها أمر ترمب.

ما الذي لا يزال غير مكشوفاً؟

وفقاً للأرشيف الوطني، تم الإفراج عن نحو 99% من أصل 320 ألف وثيقة معروفة حول اغتيال كينيدي منذ أن أقرّ الكونجرس قانوناً في عام 1992 يفرض نشرها.

ومع ذلك، لا تزال أكثر من 2100 وثيقة محجوبة بالكامل أو جزئياً بسبب التنقيحات، كما لا تزال 2500 وثيقة أخرى خاضعة لأوامر قضائية وأحكام تقييدية أخرى.

ماذا حدث في يوم الاغتيال؟

توصلت كل الوكالات الحكومية الأميركية التي بالتحقيق في اغتيال الرئيس جون كينيدي إلى نفس الاستنتاج، وهو أنه اغتيل على يد لي هارفي أوزوالد.

وأوزوالد، وهو مسلح منفرد، أطلق ثلاث طلقات من الطابق السادس لمستودع في ساحة ديلي، بينما كان كينيدي في موكب يمر عبر مدينة دالاس عام 1963. وأصابت الرصاصات كينيدي وحاكم ولاية تكساس جون كونالي، الذي كان يركب في نفس السيارة.

مسار موكب الرئيس الأميركي جون كينيدي قبل اغتياله في 22 نوفمبر 1963 - The New York Times 
مسار موكب الرئيس الأميركي جون كينيدي قبل اغتياله في 22 نوفمبر 1963 – The New York Times 

تم القبض على أوزوالد بعد ساعات من إطلاق النار. وبعد يومين، قُتل بالرصاص على يد رجل يُدعى جاك روبي.

نظريات مؤامرة

لكن هذه النتائج لطالما كانت موضع تشكيك من قبل العديد من الأميركيين، وانتشرت مزاعم غير مدعومة بالأدلة حول تورط وكالة المخابرات المركزية CIA، والمافيا، وحتى نائب الرئيس كينيدي، ليندون ب. جونسون.

وتساءل الكثيرون عمّا إذا كان أوزوالد قد تصرف بمفرده، وما إذا كانت عملية الاغتيال مؤامرة دبرتها كوبا أو الاتحاد السوفيتي.

ليندون جونسون نائب الرئيس جون كينيدي يؤدي اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة بعد 99 دقيقة من اغتيال الرئيس. 22 نوفمبر 1963 - Reuters
ليندون جونسون نائب الرئيس جون كينيدي يؤدي اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة بعد 99 دقيقة من اغتيال الرئيس. 22 نوفمبر 1963 – Reuters

في عام 2016، ألمح الرئيس دونالد ترمب إلى أن والد السيناتور تيد كروز من تكساس كان متورطاً بطريقة ما في عملية الاغتيال.

وفي عام 2023، زعم روبرت ف. كينيدي الابن، الذي يشغل الآن منصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، أن هناك “أدلة دامغة” على أن وكالة المخابرات المركزية كانت لها يد في اغتيال عمه.

ووفقاً لإدارة المحفوظات والسجلات الوطنية، تم بالفعل رفع السرية عن نحو 99% من سجلات اغتيال كينيدي. ومع ذلك، قد تحتوي أحدث الدفعات التي سيتم الإفراج عنها على أدلة قد تثير اهتمام مؤيدي نظريات المؤامرة.

فيما يلي بعض الموضوعات التي قد يأملون في معرفة المزيد عنها:

1 – الرصاصة السحرية

خلصت لجنة وارن، التي شُكّلت عام 1963 للتحقيق في الاغتيال، إلى أن إحدى الرصاصات التي أطلقها أوزوالد أصابت الرئيس، ثم خرجت من حلقه، وضربت الحاكم كونالي، مسببة إصابات في فخذه وظهره وصدره ومعصمه.

وقد أطلق على هذه الرصاصة اسم “الرصاصة السحرية” من قبل أولئك الذين وجدوا هذا التسلسل من الأحداث غير معقول. ووفقاً للجنة، تم العثور على الرصاصة على النقالة التي كان عليها الحاكم.

ومؤخراً، أضاف بول لانديس، وهو عميل في الخدمة السرية كان على بعد أقدام قليلة من كينيدي لحظة إطلاق النار، طبقة جديدة من الشك حول هذه الرواية.

شرطة دالاس بولاية تكساس مع لي هارفي أوزوالد المتهم باغتيال الرئيس جون كينيدي. 22 نوفمبر 1963 - Reuters
شرطة دالاس بولاية تكساس مع لي هارفي أوزوالد المتهم باغتيال الرئيس جون كينيدي. 22 نوفمبر 1963 – Reuters

في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، في سبتمبر 2023، قال لانديس إنه هو من وجد الرصاصة، لكنها لم تكن على نقالة، بل كانت عالقة في الجزء الخلفي من السيارة الليموزين حيث كان يجلس كينيدي.

وأشار لانديس، الذي لم تقابله لجنة وارن، إلى أنه لا يسعى إلى دعم نظرية المؤامرة. وقال إنه كان يؤمن منذ فترة طويلة بأن أوزوالد كان المسلح الوحيد، لكنه أضاف: “في هذه المرحلة، بدأت أشك في نفسي”.

2 – وجود عدة مطلقين للنار والتل العشبي

في عام 1979، أصدرت لجنة مجلس النواب المختارة للاغتيالات تقريراً يفيد بأن هناك “احتمالاً” لتورط متآمرين في اغتيال كينيدي.

وبحسب تلك اللجنة، التي استندت في نتائجها إلى اختبارات صوتية لتسجيلات شرطة دالاس، أطلق أوزوالد ثلاث طلقات من الطابق السادس لمستودع الكتب المدرسية في تكساس، بينما تم إطلاق طلقة أخرى من تل عشبي أمام سيارة الرئيس. لكن التقرير لم يوضح من يمكن أن يكون هؤلاء المتآمرين.

ومنذ ذلك الحين، طُعن في مصداقية الأدلة الصوتية، وتم تقويض نتائج التقرير إلى حد كبير.

3 – الغموض حول لي هارفي أوزوالد وجاك روبي

رغم أن التحقيقات خلصت إلى أن كلاً من أوزوالد وروبي تصرفا بمفردهما، إلا أن العديد من نظريات المؤامرة انتشرت حول خلفيات الرجلين.

وادّعى البعض أن أوزوالد كانت لديه صلات بحكومات أجنبية أو وكالات داخلية أميركية. كما أثارت رحلته إلى مكسيكو سيتي وزيارته للبعثتين السوفيتية والكوبية هناك، قبل أسابيع قليلة من الاغتيال، العديد من التساؤلات.

وصرّح أوزوالد أنه سافر إلى المكسيك للحصول على تأشيرات من السفارتين، لكن القليل معروف عن تفاصيل تلك الزيارة.

ونفى أوزوالد، الذي كان جندياً سابقاً في مشاة البحرية الأميركية، إطلاق النار على الرئيس، وادّعى أنه مجرد “كبش فداء” تم الإيقاع به من قبل آخرين.

وأطلق جاك روبي النار على أوزوالد عن قرب وقتله، أثناء احتجازه لدى الشرطة بعد يومين من الاغتيال.

ووجدت لجنة وارن أن روبي لم يكن يعرف أوزوالد قبل قتله، لكن الكثيرين لا يزالون يشككون في دافعه، وما إذا كانت هناك علاقة بينهما.

وأُدين روبي بجريمة القتل عام 1964، لكنه استأنف الحكم في عام 1966. ومع ذلك، توفي في العام التالي بسبب انسداد رئوي قبل أن تبدأ محاكمته الجديدة.

المصدر الشرق نيوز

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.