في إطار الأنشطة الثقافية الرمضانية التي تحتضنها منطقة الحي المحمدي، نظمت جمعية الصالون الثقافي “مجمع لخوت” للثقافة والفنون حفلًا ثقافيًا متميزًا، احتفاءً بإصدار “الحي المحمدي: وجوه وأمكنة” للأستاذ حسن نرايس.
شهدت الفعالية، التي احتضنتها الخزانة البلدية الحي المحمدي، حضور نخبة من المثقفين، الأدباء، الشعراء، الفنانين، والفاعلين الجمعويين، الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث الثقافي الفريد، والذي شكل فرصة لتعزيز الوعي بالتراث الثقافي والإنساني الذي يميز الحي المحمدي كأحد أبرز الأحياء التاريخية في مدينة الدار البيضاء.
افتتاح الحفل بأجواء روحانية وثقافية
افتُتِح الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها أداء النشيد الوطني المغربي، في أجواء احتفالية غلب عليها الطابع العائلي والودي، مما هيأ الحضور لاستقبال الكاتب حسن نرايس بحرارة وترحاب.
في مستهل الأمسية، قدم الأستاذ عبدالرحمن شكيب قراءة تحليلية متميزة للكتاب، حيث سلط الضوء على أهم محاوره، موضحًا أن هذا الإصدار يعد إضافة نوعية إلى المشهد الثقافي المغربي، كونه يوثق لذاكرة الحي المحمدي، ويبرز الدور الثقافي والاجتماعي والفني الذي لعبه عبر التاريخ. وأكد شكيب أن الكتاب لا يقتصر على كونه سردًا تاريخيًا فقط، بل هو شهادة حية توثق للمكان والوجوه التي بصمت ذاكرة الحي، من فنانين، رياضيين، سياسيين، ومثقفين ساهموا في تشكيل هوية الحي المحمدي كمنارة للإبداع والتعايش.
إبداع شعري وتكريمات وازنة
لم يكن اللقاء مجرد جلسة نقاشية حول مضمون الكتاب، بل كان أيضًا فضاءً للإبداع والتعبير الفني، حيث استمتع الحضور بقراءات شعرية مميزة قدمها كل من الشاعر رشيد قعدود والشاعرة لبنى مازيغ، اللذين أضفيا لمسة أدبية حالمة على الأمسية.
وفي لحظة اعتراف ووفاء لشخصيات بارزة في المشهد الرياضي المغربي، تم تكريم الأستاذ عبدالسلام حنات، الرئيس الأسبق لنادي الرجاء الرياضي، الذي كان له دور كبير في تطوير الفريق خلال فترات مهمة من تاريخه. وقد استُقبل التكريم بتصفيقات حارة من الحاضرين، تعبيرًا عن تقديرهم لمسيرته الحافلة بالإنجازات.
تنشيط راقٍ وحوار عميق
تميز الحفل بإدارة وتسيير ناجحين من طرف الإعلامي المتميز محمد الزاوي، الذي قاد الجلسة الحوارية مع الكاتب حسن نرايس باحترافية عالية. حيث أبدع في تقديم الكتاب وسبر أغواره، متيحًا الفرصة للحضور للتفاعل مع الكاتب وطرح أسئلتهم حول العمل، مما جعل الجلسة تتحول إلى نقاش ثقافي ممتع، يعكس اهتمام الحاضرين بتاريخ وهوية الحي المحمدي.
توقيع الكتاب واحتفاء بالثقافة
بعد النقاشات المستفيضة واللحظات الإبداعية، اختُتم الحفل بجلسة توقيع الكتاب، حيث حرص الحاضرون على التقاط صور تذكارية مع الكاتب حسن نرايس والمكرم عبدالسلام حنات، بالإضافة إلى نخبة من الضيوف الذين قدموا من مختلف مناطق الدار البيضاء، مؤكدين بذلك على أهمية هذه اللقاءات الثقافية في تعزيز الروابط الإنسانية والاجتماعية، وإحياء الذاكرة الجماعية للحي المحمدي.
الصالون الثقافي “مجمع لخوت”: إشعاع ثقافي مستمر
تؤكد هذه الفعالية مرة أخرى الدور الريادي الذي يلعبه الصالون الثقافي “مجمع لخوت” في تنشيط المشهد الثقافي بالحي المحمدي، من خلال تنظيم لقاءات وأمسيات أدبية تعزز من مكانة الثقافة في المجتمع، وتساهم في الحفاظ على الإرث الثقافي للمنطقة.
ختامًا، لم يكن هذا الحفل مجرد احتفاء بكتاب، بل كان مناسبة لإعادة إحياء ذاكرة الحي المحمدي والاحتفاء بمبدعيه، تأكيدًا على أن الثقافة تبقى دائمًا الجسر الذي يربط الماضي بالحاضر، ويحافظ على هوية الأحياء العريقة في وجه التحولات المتسارعة.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=40970