اعداد عادل كربوب
في خطوة غير متوقعة، أعلن النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي بسطات استقالته من عضوية المجلس، تاركًا وراءه مشهدًا سياسيًا مرتبكًا وخصومًا اعتقدوا أنهم انتصروا، لكنهم في الواقع فقدوا ميزان الحكمة والرزانة داخل المجلس.
قرار الكبار لا يفسّره الصغار
من يعرف الرجل، يعلم جيدًا أنه ليس من النوع الذي يهرب أو ينكسر تحت الضغط. بل على العكس، هو رجل عملي، صاحب رؤية، عفيف النفس، كريم في مواقفه قبل كرمه في أفعاله، وحنون مع من يستحق. قراره هذا لم يكن تراجعًا، بل خطوة مدروسة لرجل يرفض أن يكون شاهد زور داخل مؤسسة فقدت بوصلتها.
خصومه في لحظة نشوة زائفة
اليوم، قد يفرح خصومه ظنًا منهم أنهم تخلصوا من عقبة، لكن الحقيقة أنهم خسروا عنصرًا كان يضبط الإيقاع داخل المجلس. فماذا بعد؟ هل سيملأون الفراغ بحلول فعلية أم سيظلون غارقين في حساباتهم الضيقة؟ الأيام المقبلة كفيلة بإثبات من كان الرابح ومن كان الخاسر في هذه المعادلة.
الانسحاب ليس نهاية الطريق
الرجال لا تُقاس بمناصبهم، بل بتأثيرهم وقدرتهم على العودة بقوة في اللحظة المناسبة. واليوم، حين يختار النائب الأول الابتعاد، فهو لا ينسحب، بل يعيد رسم خريطة تحركاته ليعود من موقع أقوى، وربما في ساحة أوسع وأهم، بعيدًا عن صراعات الصغار ومستنقع المصالح الضيقة.
قد يكون المجلس الجماعي بسطات خسر رجلًا بحجم النائب الأول، لكن السياسة لا تعرف الفراغ، والذكاء السياسي لا يحتاج إلى كرسي ليبقى فاعلًا. فليفرحوا اليوم، لكن الغد قد يحمل لهم واقعًا لم يحسبوا له حسابًا!
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=41002