شهدت منصات التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الساعات الماضية نقاشات واسعة، بعدما أثارت شابة مغربية جدلًا بسبب روايتها حول علاقتها برضيعتها، حيث عبرت عن صدمتها من لون بشرتها الداكن، ما أدى إلى انتقادات حادة وردود فعل متباينة.
تفاصيل الواقعة
شاركت الأم قصتها عبر إحدى المجموعات النسائية على فيسبوك، حيث أعربت عن شعورها بالحزن والصدمة عندما رأت مولودتها لأول مرة، إذ لم تكن تتوقع اختلافًا واضحًا في لون البشرة. وأوضحت أن بشرتها بيضاء، بينما ولدت طفلتها ببشرة سمراء داكنة، رغم أن زوجها ذو بشرة سمراء لكن ليس بنفس الدرجة.
كما ذكرت الأم أنها تعرضت لتعليقات ساخرة من بعض الزوار الذين لاحظوا هذا الاختلاف، ما زاد من إحساسها بالضيق والانزعاج.
انتقادات ومخاوف نفسية
فور انتشار القصة، تلقت الأم سيلًا من التعليقات التي انتقدت موقفها ووصفته بالعنصري، فيما رأى آخرون أن ما تمر به قد يكون جزءًا من اكتئاب ما بعد الولادة، وهي حالة نفسية قد تؤثر على ارتباط الأم بطفلها.
رأي الخبراء النفسيين
الاختصاصية النفسية ريم عكراش أوضحت أن بعض الأمهات قد يعانين من ذهان ما بعد الولادة، وهي حالة أكثر حدة من الاكتئاب العادي، حيث ترافقها تقلبات مزاجية شديدة، وفقدان الشهية، واضطرابات في النوم، وحتى أفكار سلبية حول الأمومة. وأكدت على ضرورة خضوع الأم لعلاج نفسي تجنبًا لتفاقم الوضع.
أما الدكتور جواد مبروكي، المتخصص في الأمراض النفسية والعصبية، فأشار إلى أن هذه الحالة لا ترتبط فقط بالجوانب النفسية، بل تعكس بعض المفاهيم المجتمعية حول معايير الجمال والعنصرية، حيث لا يزال البعض يعتبر البشرة البيضاء رمزًا للجمال. وأضاف أن الأمومة بطبيعتها تقوم على الحب والتقبل غير المشروط، مؤكدًا أن العلاج المناسب يمكن أن يساعد الأم على تجاوز هذه الأزمة في غضون شهرين على الأكثر.
حاجة إلى الوعي والدعم النفسي
تعكس هذه القصة تحديات نفسية ومجتمعية تواجه بعض الأمهات، حيث يلعب الدعم النفسي والتوعية دورًا كبيرًا في مساعدة المرأة على تجاوز هذه المرحلة الحرجة من حياتها، بعيدًا عن التوقعات النمطية والمفاهيم المسبقة حول الجمال والانتماء الأسري.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=39523
