الدكتور جمال الدين بنحدو

هذا ما جاء في الفصل (12) من كتاب “التواصل الموسيقي” حيث أوضح فيه ماركاريت باريت ما سبق وحسب ما علمنا من دراسات فإن الموسيقى تقيم تواصلا حقيقيا لا يمكن تصوره بين الأطفال وبين عالمهم الخارجي ويكون ذلك منذ مرحلة الأجنة فقد علمت أن حبيرا ألمانيا قام بدراسة على سيدات حوامل فأخضع بعضهن للاستماع إلى الموسيقى وترك أخريات بدون استماع للموسيقى، فكانت النتيجة أن المستمعات للموسيقى ولدن أكثر ذكاء وأكثر هدوءا. كما أن أفلاطون في مدينته الفاضلة التي كما نعلم انتقى فيها الموسيقى الإيجابية الضرورية حيث اختار موسيقى الحماسة للجنود وموسيقى الأطفال لما لهذه الأخيرة من تأثير مهم على سير الأخلاق والمبادئ ورسمها في وجدانهم فيكون تأثيرها مستمرا مدى الحياة، وهذا ما نلاحظه جميعا في كون الأناشيد التي حفظناها منذ الصغر لا تنسى وخاصة التي تعلمنا منها حب الأم وحب الوطن . . .
هذه الموسيقى يجب أن نعلم أن لها خصوصية ومميزات فيجب أن تستعمل أنغاما معينة ومقامات خاصة وتعزف في سلاليم معينة ومناسبة لجهد الطفل وبنيته الفتية، فلا يمكن مثلا استعمال مقامات تعبر عن الفرقة والحزن حتى لا تنهكه وتحطمه كما يجب استعمال إيقاعات فرحة خفيفة تتناسب أيضا مع بنيته القابلة للتطور.
لهذا فواضع الأناشيد الوطنية وخاصة الملحنون الموسيقيون يستعملون الأنغام والمقامات الكبيرة التي تستطيع التعبير عن المماسة ومستساغة أيضا من الأطفال بل من جميع المراحل العمرية وتحمل بكلمات وأشعار هادفة وواضحة خالية من الإشعارات الغامضة والخيال المفرط بل تهدف إلى إيصال أفكار ورسالات في حب الوطن والإخلاص له . ..”النشيد الوطني مثالا”.
كما أن الموسيقى لدى الأطفال استعملت لحفظ النصوص الشكلية مثل قواعد النحو كحركات اللغة العربية وما شابه فكلما وضعت موسيقى لنص يسهل بالتالي حفظه واستساغته لأن الموسيقى هي اللغة القادرة على الرسم في وجدانات الشعوب ومن هنا نسميها لغة علمية.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=38590