مشروع سياحي تنموي لتأهيل مدينة البهاليل العتيقة

admin
مجتمع
admin14 يناير 2025آخر تحديث : الثلاثاء 14 يناير 2025 - 9:29 مساءً
مشروع سياحي تنموي لتأهيل مدينة البهاليل العتيقة

يعتبر الاهتمام بالتراث والتنمية والبيئة ذا أهمية بالغة، كونهم مرتبطون بعضهم ببعض كالوعاء الناقل للحضارة عبر الأجيال، يقترن موضوعهم بالهوية تجليات وإفرازات وثقافة محلية وإقليمية قديمة متجددة، باعتبارهم يمثلون معطى “حركي” ناقل للحضارة والثقافة المحلية والإقليمية ويعبرون عن المراحل التي تعاقبت على الذاكرة وتاريخ الأمة، ولذاك فإن الدعوة لمحو ذاكرتهم وتاريخهم أشبه بمن يمحو الجينات البنيوية لكائن عضوي يحمل تاريخا وحضارة وذاكرة تتضمن العادات والتقاليد والممارسات الاجتماعية والخبرات المتناقلة التي مرت عبر الأجيال من السلف إلى الخلف، فالدعوة لتجاوزها ومحوها هي دعوات مغرضة ترمي بالأمة في أحضان المجهول وتهدم استمرارية كونونية وإنسانيته حيث لم يبقى لها ماض ولا جدور.
— ولهذا فمن الواجب علينا جميعا التفكير بجدية في ثرواتنا التراثية والبيئية من أجل تنميتها والحفاظ عليها لنظمن لها الوجود والاستمرارية بالكيفية التالية:
1 – العمل على تأسيس وعي جديد بهما والوقوف سدا منيعا ضد كل من يقطع الأشجار ويبني مكانها عمارات سكنية بدون بديل بيئي ملائم وضامن للإستمرارية. 2 – إيجاد أفضل الوسائل والطرق التي تساهم في الحفاظ عليهما.
3 – إنشاء مشروعات حقيقية تساهم في الحفاظ على سلامة حال ما بقيا من مكونات هذه البيئة المناخية والتراثية والعمرانية والثقافية.
4 – توظيف التراث بشكل تكاملي في شتى جوانبه الطبيعية والثقافية والعمرانية كمورد اقتصادي ضمن خطط التنمية المستدامة.
5 – تكامل دور التراث العمراني في التنمية المحلية الشاملة بشكل عام، والتنمية السياحية بشكل خاص.
6 – الاستفادة من المحافظة على التراث العمراني والثقافي المادي وألامادي المحلي كآلية ذات جدوى اقتصادية للمجتمعات المحلية والتشجيع على الهجرة العكسية من المراكز الحضرية المكتظة، إلى البوادي والقرى النائية، مع ضرورة توفير حوافز ووسائل تمويل مستدامة والاستثمار في البنية التحتية.
7 – إشراك المجتمعات المحلية في برامج المحافظة على التراث العمراني والثقافي المادي وألامادي، ومشاريع تشغيلها.
8 – الاستفادة من فوائد ومزايا إعادة تأهيل مباني التراث العمراني والثقافي، وتوظيفه في الاستخدامات السكنية، والسياحية، والثقافية، وتنمية المجتمعات المحلية بما يساهم في إعادة توزيع المردود الاقتصادي للاستثمار في موارد التراث بصورة أكثر عدالة اجتماعية.
9 – الحد من توسع المدن على حساب المناطق التقليدية،
10 – أهمية التأكيد على دراسة تلك المناطق باعتبارها مناطق ذات طبيعة خاصة، يتم إعادة تأهيلها والأخذ بعين الاعتبار متطلبات الأصالة والتكامل والأبعاد الوظيفية الاقتصادية الراهنة،
11 – وضع ضوابط ملزمة لاحترام المساجد والمنشآت الدينية والسكنية العتيقة والعادات والتقاليد ، وحمايتها ضمن سياسات التخطيط العمراني والثقافي، وفرض اشتراطات تنفيذ صارمة، لكونها شواهد لثقافة الحضارات المتعاقبة التي ختمت بالحضارة الإسلامية، وربطها بالنسيج العمراني المحيط والثقافي الممنهج، مع تسهيل الوصول إليها .
12 – التعريف بدور المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية في الحفاظ على التراث والتنمية والبيئة المحلية.
13 – المشاركة في إدارة وتدبير شؤون التراث وحفظه والاهتمام به، بالشراكة والتعاون والتواصل مع الجهات ذات الاختصاص والصلة.
14 – العمل على تطوير وإعادة تأهيل مراكز المدن القديمة وأسواقها الشعبية
15 – وضع الخطط التي ترمي إلى ترميم وتأهيل المباني التراثية والأثرية، والحفاظ عليها.
16 – السعي إلى ضم هذه المواقع الأثرية وإضافتها إلى قوائم التراث الإنساني الخالد.
17 – القيام بجهودات مضاعفة من اجل نشر الوعي بقيمة التراث، والقيام بجهودات تثقيفية لتشكيل قاعدة اجتماعية تحتضن فكرة الاهتمام بالتراث والآثار والاهتمام بها، والعمل على ترسيخ قيمتها اامادية والمعنوية في أذهان مختلف الأطياف والطبقات الاجتماعية خاصة ، وإحداث نقلة نوعية في نظرة الناس للتراث من خلال إبراز قيمته التاريخية، وإبراز مساهمات الآباء والأجداد وكفاحهم في تأسيسه وبنائه، وهو الأمر الذي يستدعي إعادة الاعتبار للتراث والبيئة ، وعدم اعتباره مجرد ترف ولهو ليس له قيمه، أو ليس له من فائدة .
18 – تنظيم المهرجانات والفعاليات التراثية، وإقامة البرامج والمشاريع التي تعنى بشرح مهن وحرف الأوائل وصناعاتهم اليدوية كالعقد مثلا، وتمثيل ما مارسوه من مختلف الفنون الشعبية والسباقات والألعاب المحلية،
19- تخليد التراث العمراني من خلال تنظيم مختلف المعارض، مثل معارض الصور القديمة والنادرة التي التقطتها عدسات المصورين في حقب سابقة، والتي تؤرخ لهذا التراث وهذه الآثار حسب سنوات التقاطها، ومن ثم مقارنتها بواقع الحاضر، لاكتشاف مدى التغيرات والتحولات التي حدثت وطرأت على طبيعة المنطقة، وانعكاسات وآثار وتبعات حركة التحديث والنمو العمراني والصناعي على تراث وبيئة هذه المنطقة .
20 – التأكيد على أن موضوع حماية التراث والبيئة ليس ترفا فكريا، وإنما هو واجب وطني يجب الوفاء به، من اجل هدف تنمية الإنسان المواطن وتحسين مستوى حياته، وتوفير كافة الظروف الضرورية ذات العلاقة بمتطلبات الارتقاء به وبمستواه، وتضمن له الاستقرار والحياة الكريمة ، وترفع من جودة ونوعية معيشته
21 – الاستفادة من المتاحف كمراكز لإنتاج الأنشطة التعليمية
22 – تفعيل دور المرأة كمحرك فعال في تحويل فرص التراث الثقافي إلي أنشطة مربحة.
— وستظل لدينا عدد من الأسئلة الواجب الإجابة عليها وهي كتالي :
1 – ما هي أبعاد النمو الحضري والمدني، وانعكاسات هذا التحديث والتحضر على التراث والبيئة الاجتماعية والحياتية؟
2 – هل تؤدي الحركة التنموية إلى العبث بتراث المكان، ومحو تاريخه، والتسبب في بعثرة ذاكرته، وتضييع ذكريات أهله في ظل العولمة، وزمن التقدم الصناعي والتكنولوجي، والمعلوماتية والفضاء المفتوح ؟ 3 – لماذا كل هذا النزوع نحو نبذ التراث، والجري خلف أضواء المدينة المعاصرة، والإعمار العشوائي والهش، الذي لا يحترم المكان وتاريخه وروحيته، ولا يقدر التراث الموروث، ولا يحترم البيئة المناخية التي تنمو بهذا الإعمار بين أرجائها وجنباتها ؟
4 – لماذا انعدم احترام نوعية الحياة السائدة فيه، وتجاوز قيم البيئة المحلية، والعمل على بعثرته وتذويبه وإزالته ومحوه، في الوقت الذي لا يتم فيها الإيفاء بمتطلبات التنمية المستدامة، أو الاهتمام بجودة الحياة المعيشية ؟
— تصميم دائرة المشروع بمدار المدينة العتيقة :
ومن أجل هذا أصبح لزاما علينا جميعا كل من موقعه توحيد الرؤيا لتحقيق الهدف سعيا لإخراج المنطقة من ديمومة الخراب واندثار الموروث الثقافي بكل أنواعه بما سوف تجود به قرائحنا من مقترحات وبرامج تهم مختلف الأبعاد التنموية والتنظيمية ، والتعبوية، والإعلامية، والتكوينية، والتراثية وغيرها من الأمور التي ستزيد إشعاعا تراثيا وتنمية بشرية ، في أفق ترسيخ مكانة توافقية، كقوة اقتراحيه فاعلة ومؤثرة، ضمن مقاربة تشاركيه كفيلة بدعم مشروع تأهيل المدينة القديمة ومعالمها التاريخية باعتبار أن للمجلس الإقليمي وشركائه مبادرة خلق مشروع سياحي داخل المدينة القديمة بطريقة دائرية تشمل كل المرافق بداية من مدخلها وصولا لكل أحيائها وجوانب أسوارها القديمة وكل نقطة توجد بها ، ولهذا فان الجمعية الوطنية للتراث والتنمية والبيئة في إطار التواصل مع المجلس الإقليمي وشركائه ستعمل جاهدة لوضع تصميم دائري في كل أرجاء المدينة بخطة التنمية المزمع المساهمة في دعمها وإحداثها على ارض الواقع لتعود بالنفع على الساكنة وتحافظ على الموروث التراثي والثقافي والبيئي للمدينة وأهلها ،وفي ما يلي النقط الأساسية التي ينبني عليها التصميم الدائري لمشروع مدينة البهاليل القديمة :
1- البنية التحتية وإعادة الهيكلة :
إن دائرة هذا المشروع السياحي تبدأ من البنية التحتية مرورا بإعادة الهيكلة من منطلق مدخل المدينة لمقنطار بداية من ساحة بئر انزران حيث يمكن الانطلاق في اتجاه إما زنقة مطماطة وصلا إلى عين أكبير أو في اتجاه الباب الرئيسي الأول يمكن الانعراج على اليسار في اتجاه عنقودة ، أو مواصلة السير عبر حي الخندق الذي يفصله واد ينتهي إلى عين أكبير . حي الخندق هذا هو القلب النابض للمدينة سابقا يوجد به المسجد الأعظم ومنه يمكن اتخاذ عدة وجهات، إما إلى الجنوب في اتجاه السيل وصولا إلى الرقعة مرورا بكاف غنجابو الذي يوجد فوقه مسجد اغزديس أو جنوب شرقا لمدرجات في اتجاه اغزديس الشرقي ، أو شمالا إلى حي القصبة مرورا إلى الباب الرئيسي الثاني حيث هناك انعراج في اتجاه ادريبة إلى حي الرملة نحو لمراحل حيث يوجد الباب الرئيسي الثالث وصولا إلى الرقعة، وإذا كان الانطلاق من الخندق مرورا بزنقة الصف المحاذية للمسجد الأعظم فان الوجهة ستكون نحو الرملة كذلك وصولا إلى زنقة ادريبة نحو اغزديس الغربي في اتجاه لمراحل حتى الرقعة المؤدي طريقها الى الكدوس مرورا باجماعة الموجودة باغزديس الشرقي وصولا إلى مفترق الطريق المودي إلى كل من حي سيدي عبدالحق شرقا في اتجاه عنقودة أو إلى حي اركيبة جنوبا أو العودة إلى لمديرجات شمالا نحو الخندق في اتجاه نقطة الانطلاق لمقنطر ساحة بئر انزران .
2- إشكالية العقار ومساهمة الشركاء :
اقتناء بعض الكهول للاستعمال السياحي ، مساهمة المجلس البلدي في ترميم المنازل الآيلة للسقوط ، التواصل مع الساكنة للتعريف بالمشروع تفعيل القوانين والقرارات التي تحمي التراث والبيئة والتعريف بهما في الوسط السكني للمشروع مساعدة الساكنة ماديا ومعنويا لتأهيل التنمية في الوسط التراثي للمدينة القديمة .
3- المشاريع الاجتماعية التنموية :
وضع كشك في ساحة بئر انزران ، وتأهيل الكهوف الموجود في مدار الدائرة السياحية من اجل استعمالها لبيع البازارات والاستقبال والإيواء، العناية بالمنازل الآلة للسقوط وترميمها وتجبير الحيطان بلون موحد ، وبناء مقاهي الشعبية في بعض النقط ضمن الدائرة السياحية للمشروع لتقدم فيها أكلات تقليدية واقتناء منزل تراثي بحي مطماطة لاستعماله كمتحف للمدينة بالإضافة لأمور ذات أهمية تراثية وثقافية وفنية واجتماعية وتجارية.
بقلم : نجيب عبد العزيز منتاك

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.