تواجه السلطات الأمنية في المغرب وإسبانيا تحديًا جديدًا في معركتها ضد شبكات تهريب المخدرات، حيث كشفت التحقيقات عن لجوء هذه العصابات لاستخدام الطائرات المسيرة (الدرونات) لنقل المخدرات عبر مضيق جبل طارق. تتميز هذه التقنية بسرعتها وصعوبة رصدها، مما يعقّد الجهود الأمنية للبلدين.
اعداد أحمد أيت الطلب
تفكيك شبكة تهريب بمسيرات متطورة
أعلنت الشرطة الإسبانية نهاية نوفمبر الماضي عن تفكيك شبكة إجرامية في مدينة الجزيرة الخضراء جنوب إسبانيا. كانت الشبكة تستخدم طائرات مسيرة طويلة المدى لنقل المخدرات من شمال المغرب إلى جنوب إسبانيا، حيث ضبطت السلطات كميات من الحشيش وعددًا من الطائرات الأوكرانية الصنع. كما تم القبض على عشرة أشخاص، بينهم زعيم الشبكة الأوكراني.
تهديد أمني جديد
يعتبر استخدام الطائرات المسيرة تطورًا خطيرًا في عمليات تهريب المخدرات، مما يستدعي تعاونًا وثيقًا بين المغرب وإسبانيا. تواجه الأجهزة الأمنية تحديات كبيرة، أبرزها صعوبة رصد هذه الطائرات عبر الرادارات، وسهولة تكرار الرحلات نتيجة انخفاض تكلفتها. على الرغم من قدرتها المحدودة على حمل الأوزان التي لا تتجاوز 10 كيلوجرامات، فإن قرب المسافة بين الضفتين (13-14 كيلومترًا) يجعلها فعالة لنقل المخدرات.
جهود مغربية مستمرة لمكافحة التهريب
في سياق مكافحة تهريب المخدرات، كشف الوزير المغربي المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، أن وحدات الدرك الملكي سجلت أكثر من 9100 قضية تهريب خلال العام الماضي، وتمكنت من تفكيك 47 شبكة إجرامية، وحجز 198 طنًا من المخدرات و1300 وسيلة نقل.
عمليات أمنية نوعية
في عملية نوعية أخرى، أعلنت السلطات الإسبانية عن تفكيك خلية إجرامية مغربية تضم 25 شخصًا، وضبطت بحوزتهم أكثر من طن من الحشيش و500 ألف يورو نقدًا. وأسفرت التحقيقات عن تجميد ممتلكات بقيمة تفوق مليوني يورو.
الحاجة إلى تعاون أمني وثيق
يشدد المتابعون على ضرورة تعزيز التنسيق الأمني بين البلدين لمواجهة التقنيات الحديثة التي تستخدمها شبكات التهريب. إن مواجهة هذا التحدي تتطلب تبني استراتيجيات مبتكرة لتعقب الطائرات المسيرة واعتراضها، في ظل سعي عصابات التهريب لتطوير أساليبها باستمرار.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=38025
