اعداد أحمد أيت الطلب
في خضم الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة والصين من جهة أخرى، تتأثر الشركات الصينية بشكل كبير، سواء من خلال زيادة التكاليف للمستهلكين أو التحديات الناتجة عن المنافسة الشديدة مع الشركات الغربية. ومع فرض التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية من قبل كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يتوقع أن يشهد القطاع الصناعي الصيني تحولًا سريعًا نحو نقل عمليات التصنيع إلى دول أخرى لتجنب هذه القيود، ما يهدد هوامش ربحها.
وفي هذا السياق، يُعتبر المغرب من بين الخيارات المثالية أمام الشركات الصينية، بفضل العديد من المزايا التنافسية التي تجعل منه مركزًا صناعيًا واعدًا. يمتلك المغرب 72% من احتياطيات الفوسفات العالمية، ما يعزز مكانته كمركز لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية التي تستخدم فوسفات الحديد، وهي البديل الأنسب لبطاريات الليثيوم أيون في الأسواق العالمية.
إضافة إلى ذلك، يعد المغرب عضوًا في مبادرة الحزام والطريق الصينية منذ عام 2017، وقد أبرم اتفاقية شراكة استراتيجية مع الصين في 2016، ما يعزز من جاذبيته للشركات الصينية. كما أن المملكة المغربية وقعت اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وعضويته في منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية تفتح أمامه أسواقًا كبيرة في كل من الغرب وأفريقيا.
وقد بدأ عدد من الشركات الغربية بالفعل في توقيع شراكات مع الشركات الصينية لإنشاء مصانع للبطاريات وتجميع السيارات في المغرب. هذا التعاون، الذي يشمل شركات من كندا وأستراليا وكوريا الجنوبية، يعزز من دور المغرب كمركز صناعي هام في المنطقة.
يرى المغرب في هذا التعاون فرصة كبيرة لتحويل نفسه إلى مركز صناعي عالمي، حيث يمكنه تعزيز استقلاليته الاقتصادية وتوسيع نطاق تأثيره في السياسة العالمية، بعيدًا عن التأثيرات التقليدية للقوى الكبرى مثل فرنسا. كما يسعى المغرب أيضًا للحصول على دعم الصين في مشروعات استراتيجية أخرى، مثل خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، الذي من المتوقع أن يدخل مرحلة المناقصات الأولية في 2025.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=37722