شهد المغرب خلال يومي الجمعة والسبت رحيل ثلاث شخصيات بارزة تركت بصمتها في مجالات مختلفة، وهم الإعلامي والكاتب العربي بنتركة، الفنان محمد الخلفي، والباحثة التاريخية لطيفة الكندوز.
العربي بنتركة: رمز الإعلام المغربي
البداية كانت مع الكاتب والصحفي العربي بنتركة، الذي وافته المنية يوم الجمعة عن عمر يناهز 79 عاماً. بنتركة، الذي ولد عام 1945 بالدار البيضاء، يعد من رواد الإعلام المرئي والمسموع في المغرب. بدأ مسيرته عام 1962 بالإذاعة والتلفزة المغربية، حيث قدم أكثر من 30 برنامجاً في مجالات الثقافة والفن والأدب والمجتمع.
إلى جانب عمله الإعلامي، أصدر بنتركة عدداً من المؤلفات، أبرزها الجزء الأول من أعماله الكاملة الذي ضم ثمانية أعمال أدبية، منها “العقل أولا.. العقل أخيرا” و”إصلاح الإعلام.. لا إعلام الإصلاح”. كما برع في كتابة السيناريوهات والمسرحيات، وقدم العديد من الأعمال الوثائقية والتلفزيونية التي ظلت شاهدة على إبداعه.
محمد الخلفي: نجم المسرح والشاشة المغربية
في يوم السبت، فقد المغرب الفنان القدير محمد الخلفي عن عمر ناهز 87 عاماً. خلفي، الذي ولد عام 1937 بالدار البيضاء، عرف بمسيرته الطويلة التي انطلقت من مسرح الهواة عام 1957، حيث عمل مع أعلام المسرح المغربي مثل الطيب الصديقي وأحمد الطيب العلج.
الخلفي أسس فرقة “المسرح الشعبي” وشارك في تأسيس فرقة “الفنانين المتحدين”. كما كان أحد رواد التلفزيون المغربي منذ ستينيات القرن الماضي، حيث قدم أعمالاً خالدة مثل مسلسل “التضحية” وسلسلة “لالة فاطمة”. سينمائياً، تألق في أفلام مثل “سكوت، اتجاه ممنوع” و”هنا ولهيه”.
لطيفة الكندوز: صوت التاريخ المغربي
وفي نفس اليوم، رحلت الباحثة التاريخية لطيفة الكندوز بشكل مفاجئ أثناء أدائها لواجبها العلمي بجمعية رباط الفتح. الكندوز، الحاصلة على دكتوراه في التاريخ المعاصر، كانت عضواً بارزاً في الجمعية المغربية للبحث التاريخي واللجنة المغربية للتاريخ البحري.
تركت الكندوز إرثاً علمياً غنياً يتجسد في مؤلفاتها، مثل “موقف المغاربة من التقنيات الحديثة، التلغراف نموذجا” و”الطباعة ودورها في نشر المعرفة بالمغرب”.
خسارة لا تعوض
رحيل هذه الشخصيات الثلاث يشكل فقداناً كبيراً للمغرب في مجالات الإعلام، الفن، والبحث التاريخي، مخلفين وراءهم إرثاً غنياً سيظل حياً في ذاكرة الأجيال القادمة.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=37584