في إطار الاحتفال باليوم العالمي للشخص المعاق الذي يُخلد في الثالث من دجنبر من كل سنة، نظمت جمعية بلادي للتراث والتنمية والرعاية الاجتماعية والبيئة بدعم من المجلس الجماعي لمدينة صفرو وبتنسيق مع بعض شركائها، المائدة المستديرة التي احتضنتها القاعة الكبرى للقصر البلدي بصفرو زوال يوم الجمعة 20 دجنبر 2024 الحالي، تحت شعار “الإعاقة والفاعل السياسي والفاعل المدني والسلطات العمومية”، وقد كانت غنية بالنقاش الجاد والمسؤول لما فيه مصلحة الأشخاص في وضعية إعاقة بالإقليم.
وقد استُهل اللقاء بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلاها النشيد الوطني، ثم أُعطيت الكلمة للجهات المنظمة للترحيب بالحضور الكريم. بعدها، أخذت الكلمة ممثلة السلطة المحلية التي رحبت بفكرة هذا النشاط، مؤكدة على ما له من دور فعال في الرقي بالشخص المعاق إلى المستوى اللائق. ثم أخذت الكلمة نائبة رئيس المجلس الجماعي لمدينة صفرو التي زكت الفكرة ورحبت بما لها من دور فعال يساعد بلا شك الشخص المعاق في حياته اليومية، مستدلة بالجمعيات المنظمة لهذا اللقاء ودورها الرائد والحكيم، معتبرة أن العمل الجمعوي في هذا المجال يُظهر تماهيًا بين أدوار المجتمع المدني والسياسي والتداخل والتكامل الذي يربط الفاعلين السياسيين والمدنيين.
ثم تناول الكلمة ممثل المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حيث قدم قراءة تحليلية لمواد القانون الإطار 13-97 الخاص بالأشخاص في وضعية إعاقة، والذي مازال يواجه العديد من الإكراهات في تطبيقه. واعتبر أن أبرز الفاعلين هم أولئك الذين يمتلكون آليات اشتغال في المجتمع المدني العامل في مجال الإعاقة، مشيرًا إلى الإكراهات التي يعاني منها القطاع. كما استعرض مجموعة من القوانين والخطط التي تهم إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة على المستويين الإقليمي والوطني، مثل مشروع التربية الدامجة الذي يهم تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة.
أما تدخل المندوب الإقليمي للصحة والحماية الاجتماعية، فقد أكد على العديد من الأمور التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي عوائق تهم جميع جوانب النظام الصحي، بما في ذلك نقص في اللوجستيك والأطر المختصة والولوجيات، مما يجعل الوصول إلى المرافق أمرًا صعبًا في بعض الأحيان. كما أشار إلى نقص المعلومات أو جمع البيانات وتحليلها بشأن الإعاقة، مما يؤدي إلى ضعف تحقيق التقدم الكامل في المجال الصحي لهذه الفئة، مؤكداً أن وزارته تسير بخطى ثابتة لتحقيق قفزة نوعية في هذا المجال.
وتابع اللقاء بتدخلات كل من ممثل الوكالة الوطنية للشغل ومديرية الصناعة التقليدية، اللذين أبرزوا دورهما القيم في خدمة هذه الفئة المعوزة، مؤكدين على استعداد مؤسساتهم لتقديم الدعم. وقد تغيب عن الحضور العديد من المؤسسات الإقليمية المدعوة لأسباب مبررة. يُذكر أن المائدة المستديرة كانت مميزة من نوعها على مستوى الإقليم لما لها من أهمية في التعريف بحقوق هذه الفئة.
واختتمت اللقاء بمداخلات بعض الحاضرين، وقد أجمع الجميع على أن الإعاقة هي مؤشر وبوصلة السياسات التنموية، باعتبارها وضعية تتقاطع مع مواضيع الصحة والحماية الاجتماعية والشغل والتعليم وحقوق الإنسان، بما يوجب تنزيل نصوص الدستور المغربي والبرامج الحكومية المندمجة في مجال الإعاقة، حتى يتحقق المراد والمطلوب.
وختم اللقاء ببرقية الولاء والإخلاص للسدة العالية بالله، جلالة الملك المعظم محمد السادس نصره الله وأيده.
بقلم: نجيب عبد العزيز منتاك
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=37560