استلهامًا من الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده خلال افتتاح الدورة التشريعية الأخيرة، والذي شدد فيه على أهمية إشراك الكفاءات الوطنية الفاعلة في تعزيز الدبلوماسية الموازية والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، شهدت مدينة الرباط حدثًا وطنيًا بارزًا تمثل في تأسيس “الملتقى الصحراوي للدراسات والدبلوماسية الموازية”.
هذا الملتقى يشكل منصة وطنية فريدة تهدف إلى توحيد جهود الأكاديميين، الباحثين، وفعاليات المجتمع المدني لتطوير الترافع العلمي والدبلوماسي حول قضية الصحراء المغربية، مع إبراز عدالة القضية الوطنية. ويضم الملتقى تمثيلية شاملة لجميع جهات المملكة، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية الثلاث: العيون الساقية الحمراء، الداخلة وادي الذهب، وكلميم واد نون، إلى جانب ممثلين عن باقي جهات المغرب ومغاربة العالم، تأكيدًا على أن قضية الصحراء المغربية هي قضية كل المغاربة دون استثناء.
عرفت الجمعية العمومية التأسيسية حضورًا وازنًا لنخبة من الباحثين، الأكاديميين، وفعاليات المجتمع المدني، إلى جانب عدد من الإعلاميين الذين تابعوا باهتمام كبير هذا الحدث الوطني. وخلال أشغال الاجتماع التأسيسي، تم انتخاب السيد محمد الأمين الراكب رئيسًا للملتقى، إلى جانب انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي:( عبد الواحد أحبا، أمينة السدي،نائبا الرئيس، حسن لحويدك كاتبا عاما، كميلية بشري،نائبته، عامر اشعايبي أمينا للمال، حفصة بهتي نائبته، كريمة اجديدي، محمد سالم عبد الفتاح، سميرة المصلوحي، زهير أصدور، كلهم مستشارون). الذين يمثلون مختلف جهات المملكة.
وفي كلمته عقب انتخابه، أكد السيد محمد الأمين الراكب أن تأسيس الملتقى يشكل استجابة مباشرة للتوجيهات الملكية السامية، وخطوة عملية نحو تطوير أدوات الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، لا سيما في المحافل الدولية. وأضاف أن الملتقى يطمح إلى أن يكون إطارًا جامعًا للترافع العلمي والدبلوماسي، مسلطًا الضوء على التطور التنموي الكبير الذي تشهده الأقاليم الجنوبية، بفضل المشاريع الاستراتيجية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، والتي جعلت من هذه الأقاليم نموذجًا للتنمية المستدامة والعدالة المجالية.
وأشار السيد محمد الأمين الراكب إلى أن الملتقى سيضع ضمن أولوياته الدفاع عن مبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي وناجع للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ودحض المزاعم التي يروجها خصوم الوحدة الترابية، مع تقديم الأدلة التاريخية والقانونية التي تثبت ارتباط الأقاليم الجنوبية بالمملكة المغربية.
وفي ختام أشغال هذا اللقاء التأسيسي، وجه المشاركون برقية ولاء وإخلاص إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، أكدوا فيها تجندهم الكامل وراء جلالته، وعزمهم الراسخ على مواصلة العمل من أجل الدفاع عن وحدة المغرب وسيادته الوطنية، وفاءً لقيم الأمة المغربية وثوابتها.
ويعد “الملتقى الصحراوي للدراسات والدبلوماسية الموازية” خطوة جديدة نحو تعزيز المكتسبات الوطنية، حيث يشكل قوة اقتراحية ودعامة حقيقية للدبلوماسية الرسمية، مستلهمًا روح الوحدة الوطنية والعمل الجماعي للدفاع عن مصالح المملكة العادلة في كل المحافل الإقليمية والدولية.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=37471