كشف تقرير حديث صادر عن شركة “Gi2” المتخصصة في الهندسة والاستشارات بمجال الطاقات المتجددة، أن قيمة المشاريع المعلنة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في المغرب تُقدر بحوالي 300 مليار دولار. تسعى المملكة من خلال هذه المشاريع لاستغلال مواردها الطبيعية، مثل الطاقة الشمسية والرياح وامتدادها البحري، لتحقيق هدف توفير أكثر من 4% من الاحتياجات العالمية من الهيدروجين الأخضر.
قدرة إنتاجية واعدة وفرص اقتصادية
أوضح بدر إيكن، الرئيس التنفيذي لشركة “Gi2″، أن المشاريع المعلنة ستوفر قدرة إنتاجية للكهرباء النظيفة تصل إلى 120 غيغاواط، مما يفتح آفاقاً كبيرة لخلق قيمة اقتصادية، تعزيز التكامل الصناعي، وتوفير فرص عمل عبر سلسلة القيمة. وأشار إلى أن هذه المشاريع تعتمد على فصل الماء إلى هيدروجين وأكسجين باستخدام طاقة نظيفة، ما يجعلها حلاً محورياً لتحقيق الأهداف المناخية.
تخصيص مليون هكتار للمشاريع
خصصت المملكة مساحة تقارب مليون هكتار لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر، وفقاً لما أعلنه المغرب في مارس الماضي ضمن مرسوم “عرض المغرب”. يُذكر أن أغلب المشاريع تتركز في جنوب البلاد حيث تتوفر الأراضي الشاسعة اللازمة لإقامة حقول الطاقة المتجددة.
شركات عالمية تتنافس على الاستثمار
أبدت العديد من الشركات العالمية، مثل “طاقة” الإماراتية، “أكوا باور” السعودية، “توتال” الفرنسية، و”CWP” الأسترالية، رغبتها في الاستثمار في مشاريع الهيدروجين الأخضر بالمغرب. كما تنضم شركة “ناريفا” المغربية ومجموعة “أداني” الهندية إلى قائمة المستثمرين المحتملين، منتظرين تخصيص الأراضي لبدء عمليات التطوير.
تحديات وصناعة ناشئة
رغم الإمكانات الهائلة، تواجه صناعة الهيدروجين الأخضر عدة تحديات، منها عدم استقرار الطلب العالمي، قلة نضوج التكنولوجيا المستخدمة، وطول فترة استرداد التكاليف. بالإضافة إلى ذلك، تشكل البنية التحتية للتصدير والاستيراد أحد العقبات الرئيسية.
أولوية للمشاريع المحلية والدولية
تدرس الحكومة المغربية حالياً 40 مشروعاً لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، لكنها أبرمت حتى الآن اتفاقية واحدة مع شركة “توتال” الفرنسية لإنتاج 200 ألف طن من الأمونيا الخضراء. وتهدف المملكة إلى استقطاب مزيد من الاستثمارات الدولية لتلبية الطلب المحلي والدولي بحلول عام 2050، بتكلفة تتراوح بين 140 مليار درهم وتريليون درهم.
تُظهر هذه المشاريع التزام المغرب بالمساهمة في التحول الطاقي العالمي، مع الاستفادة من موارده الطبيعية لجذب الاستثمارات وتعزيز مكانته كمركز رائد في إنتاج الهيدروجين الأخضر.
المصدر الشرق اقتصاد
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=37434