يبدو أن التحكيم المغربي، الذي يتطلع الجميع إلى أن يشهد نقلة نوعية، وجد نفسه تحت إدارة السيد رضوان جيد، الذي يشتهر بمقولته “لا ترتقي”، وهي الجملة التي ربما تعكس حال منظومة التحكيم بأكملها تحت قيادته. فالذي يشغل منصب مدير مديرية التحكيم اليوم، لم يكن يوماً صاحب مسيرة تحكيمية مشرفة أو ملهمة، بل مساره التحكيمي لم يتجاوز كونه عادياً، يفتقر إلى بصمات واضحة تجعل منه قائداً لتحكيمٍ يُطمح أن يكون أفضل.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف حصل جيد على هذا المنصب؟ هل هو حصيلة نجاحات حقيقية، أم أن مقاييس الاختيار في بعض المناصب أصبحت “لا ترتقي” أيضاً إلى تطلعات الشارع الرياضي المغربي؟ في وقت كان التحكيم المغربي بحاجة إلى قيادة جريئة، متجددة، وقادرة على النهوض بالتحكيم إلى مستويات تتناسب مع تطور كرة القدم، اختير شخصية لم تستطع أن تثبت نفسها داخل الملاعب كحكم يتخذ قرارات حاسمة.
إن التحكيم، والذي يعد واحداً من أهم عناصر اللعبة، يحتاج إلى قائد يمتلك رؤية تطويرية وخبرة عملية تخوّله اتخاذ قرارات تصب في صالح كرة القدم الوطنية. لكن، يبدو أن ما يجيده السيد رضوان جيد هو البقاء في دائرة التصريحات التي “لا ترتقي” إلى مستوى الفعل. وبذلك، يبقى التحكيم المغربي في نفس النقطة، لا يتقدم ولا يتطور، بل يراوح مكانه في مشهد يتسم بالرتابة وغياب الابتكار.
وما يثير الدهشة أكثر أن الأصوات التي تعلو مطالبة بتغيير جذري في التحكيم، تصطدم بتكرار نفس السيناريوهات، في ظل غياب معايير حقيقية لاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب. فهل نتوقع من مديرية يقودها شخص بمسيرة “لا ترتقي” أن ترتقي بالتحكيم المغربي؟
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=36102