احتفاء خاص بفيلم عن الشذوذ الجنسي بمهرجان سلا في المغرب 

admin
فن وثقافة
admin5 أكتوبر 2024آخر تحديث : السبت 5 أكتوبر 2024 - 10:42 صباحًا
احتفاء خاص بفيلم عن الشذوذ الجنسي بمهرجان سلا في المغرب 

ليست أول مرة، فلم يمنع المغرب قبل هذا الوقت فيلما أمريكيا عن الشذوذ الجنسي (الدمية باربي) كما أنه عرض على نطاق واسع عملا من إنتاج مشترك (مغربي فرنسي) حول ما يسميه “التنوع الثقافي” (القفطان الأزرق) وهو يسرد قصة رئيسية عن علاقة شاذة في أزقة سلا وحماماتها.

وبالرغم من الحضور الباهت الذي لم يحج هذا العام لصالات السينما بذات المدينة في إطار المهرجان الدولي لفيلم المرأة، وفي ظل غياب الفنانين والصحفيين والمهتمين بالشأن السينمائي قررت إدارة هذا الحدث الثقافي المشبوه الاحتفاء بفيلم خاص وقصة شاذة.

ومنحت لجنة تحكيم المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا التي ترأسها المخرجة المغربية “مريم التوزاني” تنويها للفيلم الفرنسي “لغة أجنبية” للمخرجة الفرنسية “كلير برجر” خلال الإعلان عن جوائز الدورة الـ 17 للمهرجان.

ويروج فيلم “لغة أجنبية” للشذوذ الجنسي بين فتاتين مراهقتين إحداهما من فرنسا والثانية من ألمانيا ويطرح في ذات الوقت قضايا أخرى تتعلق بالحاجز الثقافي واللغوي، النظرة للأجانب، واليمين المتطرف وأزمة المناخ في سياق نسوي محظ.

وللإفلات من الانتقادات التي تتعرض لها المهرجانات المغربية التي أصبحت برتوشات شاذة تروج لهذا النوع من الأفلام المنحطة وتحاول التطبيع بينها وبين الجمهور المغربي ولاسيما فئة الجمهور الناشئ والمراهقين قامت إدارة المهرجان بحذف أجزاء من هذا العمل السينمائي.

وقبل اللغة الأجنبية عرضت الدورة السابقة للمهرجان الوطني بطنجة في شمال المغرب فيلم “المحقور ماكيبكيش” للمخرج فيصل بوليفة وشارك فيلم “القفطان الأزرق” للمخرجة “مريم التوزاني” (رئيسة تحكيم مهرجان سلا) في مهرجان مراكش الدولي.

تطبيع فج مع الشذوذ الجنسي

ومن خلال استعمال الرافد الثقافي ولاسيما السينما أصبح الجمهور المغربي يواجه تطبيعا فجا مع الشذوذ الجنسي لم يقتصر فقط على التظاهرات الثقافية الباهتة والتي ليست لها أي قيمة على الساحتين الداخلية والدولية بل امتد ليشمل مهرجانات كبيرة سقطت هي الأخرى في فخ الحرية السينمائية.

ومع أن أغلب محتوى هذه الأفلام “صادم” و”غير مناسب” للجمهور تعمد هذه المهرجانات إلى إبراز هذا النوع من الأعمال السينمائية مع حرصها على استخدام المقص وهو ما يدفع جزءا من الفضوليين لمحاولة استكشاف الممنوع الذي أصبح مطلوبا نتيجة لهذا الفعل الشنيع.

وزيادة على ذلك، يساهم عادة النقاش الثقافي والفني الذي يتم بعد عرض هذه الأعمال في تأتيت الصورة وجعلها مقبولة في ذهن المتلقي خاصة وأن هذا الحوار الذي يظهر في شكل جدل يقوده مثقفون لهم قابلية الشذوذ الجنسي.

ومن ذلك أن الإشادة التي حظي بها الفيلم الفرنسي في مهرجان سلا لم تكن مستغربة وقد جاءت من لجنة تحكيم للأفلام الروائية الطويلة ترأسها مخرجة قد قامت في وقت سابق بإخراج فيلم أيضا يروج للمثلية الجنسية أثار استياءا كبيرا في المجتمع المغربي فقاطعه رواد قاعات السينما وشاهدوه بشكل مكثف على المنصات الالكترونية.

ولا تبالي هذه الشرذمة التي لها مهمة محددة ومعروفة بالهوية الدينية والأعراف الاجتماعية التي تعتبر هذه الأفعال انحرافا سلوكيا وجنسيا مرضيا ولا تلقي بالا للقانون المغربي الذي يجرم الشذوذ الجنسي ويعتبره مخالفا للفطرة الإنسانية ومهددا للأسرة والمجتمع.

النسوية، معبر جديد للجريمة الجنسية

وبعد الحرية الجنسية التي يبدو أنها لم تعد ذريعة مناسبة جاءت برمجة هذا الفيلم في إطار تظاهرة تهتم بسينما المرأة وحركتها النضالية ليؤكد بأن المغرب أصبح أيضا يستخدم النسوية كمعبر لهذه الجريمة الجنسية ولقيمها المخالفة للإنسانية.

ووسط مجموعة من الأفلام الجيدة والمتميزة يتم إدراج هذا النوع من الأعمال التي لا تساهم في النهاية إلا في مزيد من النفور عن الفن السابع بهدف إثارة الرأي العام وإبراز قضايا هامشية يمكن أن تنسي المغاربة في النهاية قضاياهم الأساسية وأهمها الغلاء، والعطش، والفساد، والتطبيع الصهيوني، والبطالة وسوء الحكامة ونهب محمد السادس لثروات البلاد وافتراسه لقوت العياشة.

لطفي فراج

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.