اعداد أحمد أيت الطلب
توفي السياسي المغربي محمد خليدي، الذي شغل منصب البرلماني السابق عن مدينة وجدة، وكان الأمين العام الحالي لحزب النهضة والفضيلة، بعد مسيرة سياسية حافلة تمتد لعقود. خليدي، الذي كان قد تولى منصب الكاتب العام الأسبق للاتحاد الوطني للشغل، نُقل إلى المستشفى العسكري في الرباط خلال شهر أبريل الماضي إثر تعرضه لوعكة صحية حادة بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين في القلب.
خليدي كان من الأعضاء المؤسسين للحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، وهي التسمية السابقة لحزب العدالة والتنمية، حيث ساهم في بلورة سياسات الحزب قبل أن يتولى عدة مسؤوليات هامة، من بينها إدارة جريدة “العصر”، التي كانت تُعتبر لسان حال الحزب. وعلى الرغم من شعوره في مرحلة ما بنوع من العزلة داخل الحزب، استمر خليدي في العمل السياسي بنشاط وحرص على تعزيز مكانته داخل التيارات المختلفة.
في المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية، انتُخب خليدي كعضو في الأمانة العامة، وسعى حينها إلى خلق توازن داخلي بين التيار الذي كان يمثله وتيار حركة التوحيد والإصلاح. وفي عام 2003، حاول خليدي الحصول على نسبة تمثيل محددة في المجلس الوطني للحزب والأمانة العامة، إلا أن محاولاته لم تكلل بالنجاح. ورغم فشله في الحصول على الأصوات الكافية، فقد اختاره الأمين العام الجديد آنذاك، الدكتور سعد الدين العثماني، ليكون ضمن الأمانة العامة مع شخصيات أخرى.
بسبب التباينات المستمرة في الرؤى داخل الحزب، مضى خليدي نحو تأسيس حركته الخاصة، حيث أسس “حركة اليقظة والفضيلة” في ديسمبر 2005، كخطوة أولى لتأسيس حزب النهضة والفضيلة. وقد انضم إلى هذا المشروع عدد من الشخصيات السياسية البارزة، منهم المهندس خليل معروف، والدكتور عبد القادر التلاث، والدكتور حمزة الكتاني. واستقطب الحزب أيضاً شخصيات من التيار السلفي، مثل محمد عبد الوهاب الرفيقي (أبو حفص)، الذي تولى منصب نائب الأمين العام للحزب، قبل أن يعلن استقالته في عام 2016.
حزب النهضة والفضيلة، الذي يضم نخبة من الأطر العليا، مثل الدكاترة والمهندسين والأكاديميين، نجح في أن يترك بصمة واضحة على الساحة السياسية المغربية، حيث تمكن بعض أعضائه من الوصول إلى المؤسسة التشريعية، ما يعكس تأثيره المستمر في المشهد السياسي المغربي.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=33507