شهدت المغرب مؤخراً حالة من التذمر والاستياء بين المواطنين بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، وخاصة اللحوم البيضاء. يعد الدجاج الرومي من الأطعمة الأساسية في الموائد المغربية، وهو ما زاد من حدة الاستياء، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام منه ليصل إلى 27 درهما (حوالي 2.7 دولار). هذه الزيادة أثرت بشكل خاص على الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض، ما دفع البعض إلى إطلاق دعوات لمقاطعة شراء الدواجن حتى تنخفض الأسعار.
وترجع أسباب هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، وفقًا لمصطفى المنتصر، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن. من أبرزها ارتفاع درجات الحرارة التي أدت إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 25%، إلى جانب ارتفاع الطلب على الدواجن نتيجة غلاء أسعار اللحوم الحمراء. أضف إلى ذلك، ارتفاع أسعار الأعلاف، مما زاد من تكاليف الإنتاج.
في المقابل، يعاني قطاع اللحوم الحمراء من تأثيرات متراكمة بسبب الجفاف الذي أدى إلى تراجع أعداد القطيع المحلي. ورغم فتح الحكومة باب الاستيراد لتعويض هذا النقص، إلا أن عملية الاستيراد تعد مكلفة ومعقدة.
وفي ظل هذه الأوضاع، توجهت بعض الأصوات المعارضة، مثل البرلمانية نادية تهامي، إلى الحكومة مطالبة بتدخل عاجل للحد من هذا الارتفاع في الأسعار، محذرة من أن عدم الاستجابة قد يؤدي إلى احتجاجات شعبية.
ومع استمرار هذه الأزمات، بدأت الحكومة المغربية سلسلة من الاجتماعات مع المهنيين لمناقشة تدابير تعزيز الأمن الغذائي والحفاظ على توازن السوق، بما في ذلك دعم الأعلاف وتشجيع الاستثمارات في قطاع تربية المواشي.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=31945