في ظل صيف حار، وبينما تعاني النساء والأطفال من شدة الحرارة، يقف مستوصف وسط مدينة أولادبرحيل مهجورًا منذ أكثر من شهرين. هذا المستوصف، الذي من المفترض أن يكون في خدمة المواطنين وتقديم الإسعافات الأولية والرعاية الصحية الضرورية، بات مجرد بناية خاوية لا حياة فيها، لا موظفين ولا خدمات طبية.
المشهد اليومي في المدينة يتكرر بشكل مؤلم؛ النساء يحملن أطفالهن الصغار، يزورن المستوصف بحثًا عن رعاية طبية أو حتى رد على تساؤلاتهن، لكنهن يواجهن بابًا مغلقًا وصمتًا مطبقًا. في غياب أي رد فعل من المسؤولين، يعيد هؤلاء النساء أطفالهن إلى منازلهن دون الحصول على أي مساعدة طبية.
من هنا، نوجه تساؤلنا إلى الجهات المسؤولة: من يتحمل المسؤولية في هذه المأساة؟ وزارة الصحة؟ السلطات المحلية؟ أم أن هناك تواطؤًا وصمتًا غير مبرر من الإعلام المحلي؟
أين الإعلام المحلي؟
في هذا السياق، نتساءل عن دور الإعلام المحلي في نقل هذه المعاناة إلى المسؤولين والمعنيين. هل لا يزال الصحفيون والإعلاميون في أولادبرحيل والمنطقة على قيد الحياة؟ أم أنهم فضلوا الصمت والنشر فقط لما هو جميل وإيجابي خوفًا من المتابعة أو الانتقام؟
من المؤسف أن نجد مستوصفات جماعات مجاورة مثل أولادعيسى وغيرها تقدم خدماتها الصحية للمواطنين يوميًا، بينما تبقى أولادبرحيل، التي تعتبر أم الجماعات المجاورة ومأوى للمسؤولين على المنطقة عامة، بلا أي خدمة صحية.
نداء للمسؤولين
من هذا المنبر، نوجه نداءً عاجلًا إلى عامل إقليم تارودانت ووزير الصحة وكل الجهات المعنية، لتدخل فوري لإنقاذ الوضع الصحي في أولادبرحيل. فحكومتنا، التي نتوسم فيها الكفاءة والحرص على مصالح المواطنين، مطالبة باتخاذ إجراءات فورية لضمان حق المواطنين في الرعاية الصحية الأساسية.
نحن، كمواطنين فاعلين وغيورين على مصلحة مجتمعنا، ننتظر استجابة سريعة وفعالة لهذا النداء، والله ولي التوفيق.
مواطن فاعل جمعوي حر من أولاد برحيل
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=30642