في قلب الأطلس الكبير المغربي، يشتهر وادي داديس بمسارات المشي الطويلة التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي يوفرها هذا الموقع الفريد. يتميز الوادي بتضاريسه الوعرة التي تشبه إلى حد كبير جراند كانيون الأمريكي، لكن مع ميزة إضافية تتمثل في خضرة الواحات التي تزين المنطقة. ومع ذلك، يواجه هذا الوادي الجميل تهديدًا متزايدًا من ظاهرة الاحتباس الحراري.
يعد مضيق داديس واحدًا من أكثر الطرق الخلابة في المغرب، حيث يتوافد سائقو الدراجات النارية من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بأميالها المذهلة. ومن أبرز المعالم السياحية في الوادي هو الموقع المعروف باسم “مخالب القرد”، حيث شكلت الرياح والمطر والثلج والشمس أشكالًا فنية على الجبال، مما يتيح لكل زائر رؤية ما يريده.
لطفي المشراوي، الذي يعيش في هوت سافوي، قرر أن يشارك عائلته تاريخ بلده الأم. يقول لطفي: “أردت حقًا أن أقدم هذا لأطفالي، لقد كانوا هناك منذ قرون”، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه هذا الجبل ذو التضاريس الفريدة. لمشاهدة هذا الوادي عن كثب، يقوم حسين بن عيسى، المولود في المنطقة المحيطة، بإرشاد السياح خلال رحلاتهم في الوادي.
يستفيد زوجان ألمانيان من نصائح حسين. يقول حسين بأسى: “نظرًا لوجود تغير مناخي، فهو أمر صعب وفظيع”، مشيرًا إلى الضرر الواضح الذي يسببه الاحتباس الحراري في الوادي. تُعرف هذه المنطقة أيضًا باسم وادي الألف قصبة، وهي تواجه خطرًا كبيرًا بفقدان جمالها الطبيعي الفريد نتيجة للتغيرات المناخية المستمرة.
يتجلى تأثير تغير المناخ في وادي داديس في العديد من الأشكال، من بينها تراجع الغطاء النباتي وتغير أنماط الطقس التي تؤثر سلبًا على النظام البيئي في المنطقة. ومع استمرار هذه الظاهرة، يبقى السؤال ملحًا حول مستقبل هذا الوادي الفريد وما يمكن القيام به للحفاظ عليه للأجيال القادمة.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=30254