في عصر الرقمنة ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح فيسبوك جزءًا لا يتجزأ من حياة الملايين حول العالم. ومع ذلك، يحمل هذا الانتشار الواسع جوانب سلبية، حيث تستخدم بعض الصفحات المنصة لنشر الفتنة والتحريض على الشغب، مستهدفة القاصرين بشكل خاص.
تأثير الصفحات المحرضة على القاصرين
تشكل الصفحات الفيسبوكية التي تحرض على الفتنة والشغب خطرًا كبيرًا على القاصرين، الذين يتمتعون بالحماس والاندفاع ويفتقرون غالبًا إلى الخبرة الكافية للتمييز بين الحقيقة والتضليل. يتم نشر محتوى مثير للعواطف، مما يؤدي إلى تعزيز مشاعر الغضب والكراهية بين الشباب. هذا التحريض لا يقتصر على الكلمات، بل يمتد إلى دعوات للمشاركة في أعمال شغب وتخريب، مما يهدد السلامة العامة واستقرار المجتمع.
أمثلة على التحريض
1. **نشر الشائعات والمعلومات المضللة**: تستغل بعض الصفحات القدرة على نشر أخبار كاذبة ومضللة، مما يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الاجتماعية. القاصرين، الذين قد لا يمتلكون أدوات التحقق من صحة المعلومات، يصبحون فريسة سهلة لهذه الأخبار، مما يساهم في زيادة التوترات.
2. **تشجيع العنف**: تتضمن بعض الصفحات مقاطع فيديو ومنشورات تشجع على العنف والشغب، مما يحفز القاصرين على الانخراط في سلوكيات تخريبية وخطيرة. هذا لا يؤدي فقط إلى تدمير الممتلكات، بل يعرض حياة الناس للخطر.
دور المجتمع في التصدي لهذه الظاهرة
تتطلب مكافحة هذا الخطر تعاونًا مشتركًا بين الأسر، المدارس، والمجتمع ككل:
1. **التوعية والتثقيف**: يجب تعزيز الوعي لدى القاصرين حول مخاطر الاستخدام غير المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي. يمكن للمدارس والأسر لعب دور مهم في تعليم الأطفال كيفية التحقق من صحة المعلومات وتجنب الانجرار وراء الشائعات.
2. **المراقبة والمتابعة**: يجب على الآباء والأوصياء متابعة نشاطات أبنائهم على الإنترنت وتقديم الدعم والإرشاد اللازمين لحمايتهم من التأثيرات السلبية.
3. **الإبلاغ والمواجهة**: يجب على المستخدمين الإبلاغ عن الصفحات التي تنشر محتوى محرض وغير لائق إلى إدارة فيسبوك لاتخاذ الإجراءات المناسبة. كما يمكن للمجتمع تنظيم حملات توعية لمكافحة هذه الظاهرة.
إن الصفحات الفيسبوكية التي تحرض على الفتنة والشغب تشكل تهديدًا حقيقيًا على استقرار المجتمع وسلامة القاصرين. من خلال التوعية والمراقبة والتعاون، يمكننا الحد من تأثير هذه الصفحات السلبية والمساهمة
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=29224