اعداد خطوط النواصر
احتفلت الجالية المسلمة عامة والمغربية خاصة بعيد الأضحى لهذه السنة وذلك يومه الأحد 10 ذو الحجة 1445 هجرية الموافق 16يونيو 2024 ميلادية،في جو ممزوج بين فرحة وامتعاض،مما جعل عيد هذه السنة استثنائيا بكل المقاييس،فمن التحولات السياسية التي عرفتها البلاد في الآونة الأخيرة والتي أفرزت صعود اليمين المتطرف في الإنتخابات الأوروبية ،مما فرض على رئيس الجمهورية السيد إيمانويل ماكرون حل البرلمان والدعوة لإنتخابات استثنائية،زد على ذلك الحالة الإقتصادية التي تمر منها البلاد والغلاء المعيشي للمواطنين، ثالثا، النقص في عرض الأضاحي وكثرة الطلب ،وذلك ناتج عن شروط دفتر التحملات الذي تفرضه الهيئة الوطنية للسلامة وحماية المستهلك وذلك في فرض شروط على قطاع اللحوم والمواشي ،وهو أن الأكباش يجب أن تتجاوز سن ستة أشهر على الأقل لتكون صالحة للاستهلاك ،زد على ذلك الغلاء الذي عرفته السوق الداخلية ،مما جعل أرباب القطاع اللجوء إلى الدول المجاورة مثل اسبانيا لتعويض النقص الحاصل في السوق الداخلية ،وقد رمى هذا العجز بضلاله على أجواء العيد لهذه السنة مما خلق إمتعاضا لدى الجالية المسلمة عامة والمغربية خاصة،التي كانت تمني النفس بالحصول على الأضحية يوم العيد إلا أنه حال دون ذلك نظرا أن يوم العيد كان يوم الأحد وهو يوم عطلة .
كما سعت بعض الجمعيات التي تسير الشأن الديني لإيجاد حلول ومن هذه الجمعيات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والذي يترأسه السيد محمد الموساوي ،الذي يسعى دائما لتحسين ظروف الممارسة الدينية في وجه الجالية المسلمة المقيمة بفرنسا وذلك في مرافقة المساجد والمقيمين عليها عبر توجيهات وخلق لجن وطنية وجهوية للسهر على التنظيم ، أولا الإعلان عن موعد العيد كما هو جاري به العمل منذ عشرات السنين،وتعيين لجن لمواكبة الإجتماعات الدورية مع السلطات المعنية ،كما ساهمت جمعيات أخرى من المجتمع المدني في إعطاء بعض الحلول ،كجمعية دار المغرب وهي جمعية حديثة العهد التي أنشأت للدفاع عن التراث والتقاليد المغربية بفرنسا ،وأيضا الدفاع عن حقوق المغاربة وخصوصا أن فروعها متواجدة في أنحاء البلاد ،وقد كانت مشاركتها جد مثمرة في الإجتماعات التي دارت بين الجمعيات والمسؤولين الفرنسيين في الولايات préfectures وقد أسهمت بعدة اقتراحات أخذت بعين الإعتبار ،إنطلاقا من مشروع المذابح الخاصة أو المتنقلة وما يرافقها من ترتيبات،علما أن ملفا كهذا يتطلب إمكانيات مادية إدارية لوجستيكية وهو أمر ليس بالسهل،كما عرضت جمعية دار المغرب هذا الاقتراح على السلطات المعنية وقد قوبل بالترحيب ،علما أن هذا الطرح يمكن تعميمه على الصعيد الوطني ،وهذا ما تتوخاه الجمعية وهو دمقرطة المذابح المتنقلة لكي لا نقع في نفس مشكل هذه السنة ،علما أن عيد هذه السنة كان يوم أحد وهو يوم عطلة وأن جل المذابح التابعة للمقاطعات هي في ملك البلديات ،مما دفع مسؤولي الجمعية للبحث عن منفذ آخر وطرح هذا الإقتراح وقد نجحت في تنفيذه على المستوى المحلي متمنية أن يعمم على المستوى الوطني ،وقد نجحت الجمعية في تجربتها الأولى ،وفي الأخير متنياتنا الصادقة لكل الجمعيات العاملة في القطاع الديني والجمعوي بالتوفيق.
عيدكم مبارك سعيد وكل عام وانتم بألف خير وسلام ،
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=29197