اعداد خطوط النواصر
لقي ما لا يقل عن 550 حاجًا حتفهم خلال أداء فريضة الحج في مدينة مكة المكرمة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة القياسي، وفقًا لما أفاده دبلوماسيان عربيان في السعودية. هذا العدد يفوق بشكل كبير عدد الوفيات في العام الماضي الذي بلغ 241 حالة وفاة فقط، مما يسلط الضوء على الطبيعة المرهقة لمناسك الحج التي تزامنت هذا العام مع فترة من الحر الشديد غير المعهود.
صرح أحد الدبلوماسيين، الذين ينسقان استجابة بلديهما، بأن “جميعهم ماتوا بسبب الحرارة” باستثناء شخص واحد أصيب بجروح قاتلة خلال تدافع بسيط بين الحجاج. وأوضح أن الحصيلة مصدرها مشرحة المستشفى في حي المعيصم بمكة. كما أكد الدبلوماسيان أن 60 حاجًا أردنيًا على الأقل لقوا حتفهم، وهو أكثر من العدد الرسمي الذي أعلنته عمّان في وقت سابق والذي بلغ 41 وفاة.
تأثير تغير المناخ
وفقًا لدراسة سعودية نشرت الشهر الماضي، فإن درجات الحرارة في المنطقة التي يتم فيها أداء الشعائر ترتفع بنسبة 0.4 درجة مئوية كل عقد، مما يزيد من تأثير الحج بتغير المناخ. وبلغت الحرارة 51.8 درجة مئوية في مكة المكرمة الاثنين الماضي، وفقًا للمركز الوطني السعودي للأرصاد.
الاستجابة الصحية
أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها تتعاون مع السلطات السعودية في البحث عن المصريين المفقودين خلال موسم الحج. وبينما تحدثت الوزارة في بيانها عن “وقوع أعداد من الوفيات”، لم تحدد ما إذا كان من بينهم مصريون. أفادت السلطات السعودية بعلاج أكثر من 2000 حاج يعانون من الإجهاد الحراري، لكنها لم تقدم معلومات عن الوفيات. وقال الأردن إنه أصدر 41 تصريحًا لدفن حجاج متوفين في مكة.
معاناة الحجاج غير المسجلين
يحاول عشرات الآلاف من الناس كل عام أداء فريضة الحج بدون الحصول على تأشيرات رسمية لتوفير المال، مما يجعل أداء المناسك أكثر خطورة لأن هؤلاء الحجاج غير المسجلين لا يستطيعون الوصول إلى المرافق المكيفة التي توفرها السلطات السعودية. وأفاد مسؤول مصري بأن “الحجاج غير النظاميين تسببوا في فوضى كبيرة في مخيمات الحجاج المصريين”، مما أدى إلى انهيار الخدمات وتسبب في وفاة العديد منهم بسبب الحرارة.
الدول المتأثرة الأخرى
إلى جانب الأردن ومصر، أبلغت دول أخرى عن وفيات خلال موسم الحج هذا العام، بما في ذلك تونس وإندونيسيا وإيران والسنغال. وأعلنت وزارة الخارجية التونسية أن 35 حاجًا لقوا حتفهم وسط “ارتفاع حاد لدرجات الحرارة” في السعودية.
جهود السلطات السعودية
أعلن وزير الصحة السعودي فهد بن عبد الرحمن الجلاجل عن “نجاح خطط المنظومة الصحية في المملكة لموسم حج هذا العام” ومنع تفشي أي أمراض أو تهديدات على الصحة العامة. تم تقديم خدمات افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضي لأكثر من 5800 حاج، والتعامل المباشر مع حالات الإجهاد الحراري وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم، مما ساهم في الحد من زيادة عدد الحالات.
يبرز هذا الحدث المأساوي التحديات الكبيرة التي تواجهها السلطات السعودية والحجاج خلال موسم الحج، خاصة في ظل تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة. يجب تكثيف الجهود لتحسين ظروف أداء مناسك الحج وضمان سلامة وراحة الحجاج من جميع أنحاء العالم.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=29088