مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يواجه المغاربة تحديات غير مسبوقة تتعلق بارتفاع أسعار الأضاحي. يشهد السوق المغربي هذا العام غلاءً فاحشًا في أسعار الأضاحي، مما دفع العديد من الأسر إلى مقاطعة شراء الأضاحي، في حين لجأت أسر أخرى إلى الاقتراض لتأمين هذه الشعيرة الدينية.
الغلاء وتأثيره على الأسر المغربية
تشير التقارير الاقتصادية إلى أن أسعار الأضاحي في المغرب قد شهدت ارتفاعًا كبيرًا هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة. هذا الارتفاع يعزى إلى عدة عوامل، منها ارتفاع تكلفة الأعلاف وتزايد تكاليف النقل، بالإضافة إلى عوامل اقتصادية أخرى مثل التضخم وتأثيرات جائحة كورونا التي لا تزال تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي.
المقاطعة كوسيلة للضغط
في ظل هذا الغلاء، بدأت تظهر دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بمقاطعة شراء الأضاحي كوسيلة للضغط على التجار لتخفيض الأسعار. هذه الدعوات لقيت استجابة من شريحة واسعة من المجتمع، حيث أكد العديد من المواطنين أنهم سيقاطعون شراء الأضاحي هذا العام لعدم قدرتهم على تحمل التكلفة الباهظة.
الاقتراض كحل بديل
على الجانب الآخر، اختارت بعض الأسر المغربية اللجوء إلى الاقتراض لتأمين شراء الأضاحي. المصارف والمؤسسات المالية لاحظت ارتفاعًا في الطلب على القروض الصغيرة المخصصة لشراء الأضاحي، حيث أن العديد من الأسر تعتبر الأضحية جزءًا لا يتجزأ من تقاليد العيد ولا ترغب في التخلي عنها بالرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
الأثر الاجتماعي والنفسي
هذا الوضع الاقتصادي الصعب له تأثيرات اجتماعية ونفسية على المواطنين. فمن جهة، يشعر البعض بالعجز والضغط النفسي لعدم قدرتهم على شراء الأضحية، وهو ما يعتبرونه جزءًا مهمًا من الاحتفال بالعيد. ومن جهة أخرى، هناك خوف من التورط في ديون لا يمكن سدادها بسهولة، مما يفاقم الأوضاع الاقتصادية للأسرة على المدى الطويل.
ردود الفعل الرسمية
أمام هذه التحديات، دعت بعض الجهات الرسمية إلى ضرورة التدخل لضبط الأسعار وتوفير حلول مناسبة لتخفيف العبء عن المواطنين. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري عن اتخاذ إجراءات لمراقبة الأسواق وضمان توفير الأضاحي بأسعار معقولة، كما أطلقت حملات توعية لحث المواطنين على ترشيد الإنفاق.
يظل عيد الأضحى مناسبة دينية واجتماعية هامة في المغرب، غير أن التحديات الاقتصادية هذا العام ألقت بظلالها على هذه المناسبة. بين دعوات المقاطعة واللجوء إلى الاقتراض، يبقى الهدف الرئيسي هو تحقيق التوازن بين الحفاظ على التقاليد والقدرة على تحمل الأعباء المالية. ومع استمرار الجهود الرسمية والمجتمعية، يأمل المغاربة في تجاوز هذه الأزمة والخروج بحلول تضمن للجميع الاحتفال بعيد الأضحى بكرامة وراحة بال.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=28906