وجهت مجموعة من الجمعيات الطبية والعلمية نداءً عاجلاً إلى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تطالب فيه باتخاذ تدابير صارمة لتفعيل قانون مكافحة التدخين وحماية الصحة العامة. تأتي هذه الدعوة في ظل تزايد الإقبال على التدخين، خاصة السيجارة الإلكترونية، بين اليافعين والشباب، متغافلين عن الواقع المأساوي لارتفاع نسب الإصابات والوفيات بسرطان الرئة بين المدخنين.
الدعوة لاتخاذ إجراءات صارمة
طالبت الجمعيات الموجهة للنداء بضمان بيئة أكثر صحة وتعزيز صورة المغرب كدولة تقدمية في مجال الصحة العامة. دعت الجمعيات إلى تعزيز مراقبة تطبيق قوانين منع التدخين في الأماكن العامة ومعاقبة المخالفين. كما شددت على ضرورة حظر فتح متاجر بيع السجائر الإلكترونية بالقرب من المؤسسات التعليمية، وفرض غرامات مالية وعقوبات قضائية على المخالفين.
حملات توعوية وطنية
أوصت الجمعيات بإطلاق حملات وطنية لتثقيف السكان والفئات العمرية المستهدفة حول مخاطر التدخين، خصوصاً السيجارة الإلكترونية. تأتي هذه المبادرة بقيادة جمعية “دار زهور” وعدد من الجمعيات المهتمة، في ظل خطورة المعطيات الإحصائية الخاصة بسرطان الرئة في المغرب، حيث يتم تسجيل حوالي 9 آلاف حالة جديدة سنوياً، نصفهم تقريباً يلقون حتفهم بسبب تقدم حالتهم المرضية.
إحصاءات مقلقة
أفادت الإحصاءات أن حوالي 87% من الحالات المسجلة سنوياً تعود للإدمان على التدخين. هذا يبرز الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات قوية ضد هذه الآفة. المغرب سبق وأن صادق على الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ منذ 1995.
تصريحات الخبراء
أكد البروفيسور عبد العزيز عيشان، أستاذ الطب واختصاصي أمراض الجهاز التنفسي والحساسية، أن السيجارة الإلكترونية ليست خالية من المخاطر الصحية. تحتوي هذه السجائر على مواد مسرطنة وغازات سامة تهدد حياة مستخدميها، وهو ما يجعلها غير صالحة كبديل عن السيجارة التقليدية أو كوسيلة للإقلاع عنها.
دراسات تحذيرية
استند عيشان إلى نتائج دراسات أمريكية ويابانية، توقعت ارتفاعاً جديداً في حالات سرطان الرئة خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة بسبب التدخين، سواء التقليدي أو الإلكتروني. وأشار إلى أن التدخين يتسبب أيضاً في سرطان الفم واللسان والحنجرة والمسالك التناسلية والبولية.
تأثيرات التدخين السلبي
أكدت الدراسات ارتفاع نسبة إصابة أطفال الأسر المدخنة بأمراض الحساسية والتنفسية. كما تزداد إصابات النساء غير المدخنات بالأمراض السرطانية بسبب التدخين السلبي من أزواجهن. وأبرز البروفيسور عيشان أهمية رفع الوعي بخطورة التدخين بين الأطفال والشباب واليافعين لحمايتهم من الأمراض السرطانية المرتبطة بالتدخين.
دعوة لحماية الصحة العامة
تشمل الجمعيات المطالبة بتدابير مكافحة التدخين كلاً من جمعية “دار زهور”، جمعية الأطباء المتخصصين في أمراض الرئة بالمغرب، الجمعية المغربية لعلم الأورام، المجموعة المشتركة لعلم الأورام الصدري، الجمعية المغربية لطب الأسرة، والجمعية المغربية لعلم الأورام الطبي بالقطاع الحر.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=28418