اعداد محمد رزق
تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود” ينقل إلى العالم رسالة مؤلمة حول حالة حرية الصحافة عبر الأمم. يبيّن التقرير بوضوح تصاعد الرقابة على وسائل الإعلام عالميًا، وكيف تتجلى هذه القيود والتلاعبات في مختلف البلدان. رغم أن التقرير يسجل تقدمًا ملحوظًا في ترتيب المغرب بالارتفاع بمقدار 15 مركزًا، إلا أن الصورة الكلية تظل مأساوية بسبب التحديات المستمرة التي تعترض حرية الصحافة.
في السياق نفسه، يأتي صدور التقرير خلال اليوم العالمي لحرية الصحافة ليذكّر العالم بأن الديمقراطية لا تكتمل بوجود الانتخابات فقط، بل تتطلب أيضًا حرية التعبير ووسائل إعلام مستقلة. ومع ذلك، يظهر التقرير استهتارًا متزايدًا من قبل الدول والسلطات السياسية بدورها في حماية حرية التعبير ووسائل الإعلام.
تحذر “مراسلون بلا حدود” بشكل خاص من الانخفاض الكبير في مؤشر “السياق السياسي”، الذي يُعتبر مؤشرًا حاسمًا لحرية الصحافة. وقد شهد هذا المؤشر انخفاضًا بنسبة 7.6 نقطة خلال السنة الماضية، مما يعكس تدهورًا خطيرًا في البيئة السياسية المحيطة بالصحافة والإعلام.
بهذا الشكل، يثير التقرير الصادر عن “مراسلون بلا حدود” قضية ذات أهمية قصوى، تلك التي تتعلق بضرورة الدفاع عن حرية الصحافة وتشجيع المجتمع الدولي على احترامها كحق أساسي يجب المحافظة عليه.
المغرب يحرز تقدما ولكن أفضل قليلا
ووفقا لتصنيف منظمة مراسلون بلا حدود لعام 2024، يحتل المغرب المرتبة 129 من بين 180 دولة، بمجموع إجمالي قدره 45.97. وبذلك صعدت 15 مركزًا مقارنة بعام 2023 (المرتبة 144) بمجموع إجمالي قدره 43.69. وعلى مختلف المؤشرات التي تستخدمها مراسلون بلا حدود، يظهر المغرب نتائج متباينة: المركز 119 للمؤشر السياسي برصيد 40.31، والمرتبة 135 للمؤشر الاقتصادي بدرجة 35.68، والمرتبة 128 للمؤشر التشريعي بدرجة 48.92، والمرتبة 125 للمؤشر الاجتماعي. المؤشر بدرجة 50.30، والمرتبة 123 لمؤشر الأمان بدرجة 54.63. وتعكس هذه الأرقام التحديات العديدة التي تواجه البلاد فيما يتعلق بحرية الصحافة والحق في الحصول على المعلومات.
وبفضل هذا التحسن، يتقدم المغرب على الجزائر (139) التي خسرت 3 مراكز، وليبيا (144) التي خسرت 6 مراكز، ومصر (170) التي خسرت 4 مراكز. وتحتل موريتانيا المركز 33 (المرتبة 86 في عام 2023)، متفوقة بفارق كبير على تونس صاحبة المركز 118 (+3 مراكز). ويبرز البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تتسم بأوضاع مثيرة للقلق فيما يتعلق بحرية الصحافة. مراقبة أفضل لأفريقيا. وبعد موريتانيا، جاءت ناميبيا (34)، وسيشيل (37)، وجنوب أفريقيا (38)، والرأس الأخضر (41)، وغانا (50).
تصنيف مراسلون بلا حدود (RSF) هو تقييم سنوي يقيس حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم. تقوم مراسلون بلا حدود بجمع بيانات حول جوانب مختلفة من حرية الصحافة، بما في ذلك الاعتداءات على الصحفيين، والرقابة، وقوانين الصحافة، والوصول إلى المعلومات. وتعتمد منهجية مراسلون بلا حدود على معايير موضوعية وتحقيقات ميدانية يجريها مراسلون محليون وخبراء في حرية الصحافة. ويهدف هذا التصنيف إلى رفع مستوى الوعي العام والضغط على الحكومات لاحترام المبادئ الأساسية لحرية الصحافة وحرية التعبير. ومن خلال توفير تقييم شفاف ومستقل، تساعد مراسلون بلا حدود على تعزيز وحماية حرية الصحافة على مستوى العالم.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=26813