محمد رزق
شهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والمغرب نمواً استثنائياً خلال السنوات الأخيرة، حيث شهدت الصادرات الأمريكية إلى المملكة تزايداً ملحوظاً ليصل إجماليها إلى 3.8 مليار دولار في العام الماضي، مما يمثل زيادة بنسبة 51% مقارنة بعام 2013. هذا الارتفاع الكبير يعكس التطور الإيجابي في التعاون التجاري بين البلدين والتزامهما بتعزيز الشراكة الاقتصادية.
وتشير الأرقام أيضاً إلى تنوع القطاعات التي تستفيد من هذا النمو الهائل، حيث تصدرت الصادرات الأمريكية إلى المغرب في مجالات متعددة بما في ذلك الوقود المعدني، ومنتجات الطيران، والأعلاف الحيوانية، والآلات، والفواكه والمكسرات الطازجة. هذا التنوع يعكس قدرة الاقتصادين على استكشاف فرص التعاون في مختلف القطاعات وتطويرها بشكل مستدام.
ويعكس ارتفاع الصادرات الزراعية الأمريكية إلى المغرب الطلب المتزايد على منتجات ذات جودة عالية، حيث تصدرت فول الصويا والمكسرات قائمة الصادرات في هذا القطاع. ويعكس ذلك الاهتمام المتزايد بتلبية احتياجات سوق المغرب المتنامية وتلبية تطلعات المستهلكين.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن المغرب يسعى بجدية لتعزيز تنويع مصادر وارداته، حيث تظهر الأرقام ازدياد حصة الواردات الأمريكية في مجموع وارداته، مما يعكس الثقة المتزايدة في المنتجات الأمريكية وجودتها وقدرتها على تلبية احتياجات السوق المغربية.
ومن الملفت للنظر أن هذه الزيادة في الصادرات الأمريكية إلى المغرب لم تأتِ على حساب العلاقات التجارية مع بقية الشركاء الدوليين، بل بقيت حصة الواردات من الاتحاد الأوروبي مستقرة، مما يعكس القدرة على تحقيق التوازن في العلاقات التجارية وتعزيزها مع مختلف الأطراف الدولية.
بهذه الطريقة، يتبين أن التجارة بين الولايات المتحدة والمغرب تشهد تحولات إيجابية ونمواً متواصلاً، مما يعزز التكامل الاقتصادي بين البلدين ويعزز فرص التعاون المستقبلية.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=25115