اعداد أحمد أيت الطلب
ضريح الولية الصالحة “للا تعلات” يتواجد بعيدًا عن مدينة أكادير بمسافة 60 كلم في جماعة تسكدلت باشتوكة آيت باها. يُعتبر هذا المكان فرصة لتبادل الثقافات المحلية والفهم المشترك، ويشكل موسمًا للتسوق والرواج الاقتصادي، ويعكس أيضًا مجتمع سوسي احتضن أكثر من 100 مدرسة عتيقة من مختلف المناطق بما في ذلك مناطق أخرى في المغرب وحتى من بلدان جنوب إفريقيا.
الفقهاء والطلبة يتحلون بارتداء الجلباب المغربي، حيث يقضون أيامهم في قراءة القرآن وتجويده، وينظمون مسابقات. يتجمع طلاب كل مدرسة في بنايتهم على مدار الأسبوع، يعدون طعامهم ويتمتعون بأطباق محلية، ما يبرز كرم المجتمع المغربي والسوسي على وجه الخصوص.
موسم “للا تعلات” ليس مجرد موسم روحي، بل هو أسبوع رجالي في الأول من مارس، حيث يقوم الفقهاء بالقيام بدورهم الإرشادي، وينصحون ويصلحون العلاقات الزوجية ويُعنى بتربية الأبناء. يُعتبر موعدًا لا يتخلف عنه المئات من الفقهاء الذين يسلكون قمة تسكدلت لزيارة ضريح الولية الصالحة.
“للا تعلات” هي فاطمة بنت محمد تاعلات، امرأة أمازيغية زاهدة، عاشت حياة مليئة بالتفاني لحفظ القرآن ودعم المدارس العتيقة. تزوجت في قرن الثاني عشر الهجري وعاشت حياة مليئة بالتحديات والتضحيات. أصبحت رمزًا للروحانية والصمود، وتظل قصتها حاضرة في الذاكرة المحلية كرمز للعطاء والتسامح.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=22950