اعداد غازي الشرقي
في قرار تاريخي و شجاع أصدر والي الدارالبيضاء-سطات امهيدية تعليماته إلى السلطات المحلية و الإدارية بهدم كل البيوت و الاكواخ بمحيط الولي سيدي عبد الرحمن مول لمجمر بمنطقة عين الذئاب ، و فور صدور القرار حلت بالمنطقة مختلف الأجهزة الأمنية و تحت إشراف كبار المسؤولين أعطيت الانطلاقة للجرافات لتدك الأخضر و اليابس على وقع صراخ و احتجاجات الأسر التي كانت تستغل هذه المنازل لسنوات طويلة.
و نالت عملية تطهير هذه الجزيرة و محيط الولي الصالح استحسان الشارع العام بسبب عدم الرضا على أعمال الشعوذة التي كانت تمارس بهذه المنطقة و اعتبارها تشويها لجمالية الساحل الشاطئي بعين الذئاب، و رغم استياء قاطني هذه البيوت من عملية الهدم و تعبيرهم عن سخطهم من تشريدهم أمام أعين و عدسات عدة منابر إعلامية فإن ذلك لم يثن السلطات عن تنفيذ القرار.
و صرح العديد من المتضررين أنهم أصبحوا مشردين نتيجة هدم بيوتهم التي عمروها لازيد من خمسين سنة دون تعويضهم عن الضرر، بينما بني قرار الهدم على عدم قانونية بناء تلك المنازل فوق أراضي الدولة.
و إذ نثمن على قرار الوالي امهيدية الشجاع يبقى السؤال القوي الذي يتردد صداه على جنبات جزيرة سيدي عبد الرحمن مع تلاطم الأمواج شاهدة العصر على تاريخ الحقيقة بالمنطقة و هو من سمح و رخص لهؤلاء بالبناء سيدي الوالي؟ من وثق و صرح بالتوقيع على الأوراق الثبوتية للهوية لهؤلاء سيدي الوالي؟ أليس توفرهم على بطاقة التعريف الوطنية تحمل عنوان المنطقة هو اعتراف بقانونية سكنهم في العنوان المذكور سيدي الوالي؟ هؤلاء الرعايا لا يمكن تحميلهم نتائج قرارات خاطئة و تسيير انتهازي في فترة معينة لمسؤولي السلطة بل تقتضي الشجاعة سيدي الوالي إصدار قرار الهدم و قرار متابعة المتسببين و المخرجين لهذا الوضع و محاسبتهم على اخطائهم المهنية كما يلزم القرار توفير البنذ الإجتماعي و الإنساني الذي نادى به عاهل البلاد من أجل خدمة رعاياه و توفير الدعم و السند لهم و ليس تشريدهم بسبب وضع سياسي و اقتصادي ليسوا هم من صنعوا مسلسله.
العاصمة الاقتصادية تحتاج إلى هزة تسييرية قوية سيدي الوالي و قرارات جريئة ندعمكم فيها من أجل الإصلاح و بناء انقاض المدينة و لكن ليس على انقاض المواطنين.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=21612