خطوط العيون
في تفاصيل قصة الرجل، تقف الكثير من التفاصيل حول قضية سطو على ممتلكات بارون مخدرات يقبع في سجن الجديدة، بعدما تم توقيفه في مطار الدار البيضاء سنة 2019. فما قصة هذا الرجل الذي أسقط رؤوسا كبيرة حتى وإن كان خلف القضبان؟ كيف كانت بداياته وكيف تم السطو على ممتلكاته.
كل شيء بدأ في عام 1976، في كيدال، عاصمة بلاد الطوارق، في مالي. وُلد “المالي” من أم مغربية الأصل من مدينة وجدة وأب مالي الجنسية. عاش حياة بسيطة يرعى فيها الإبل، لكن لقاءً غير متوقعًا مع فرنسي في الصحراء قلب حياته رأسًا على عقب.
انتقل “المالي” إلى تجارة السيارات وأصبح خبيرًا في استيراد وتصديرها بين أوروبا وإفريقيا. تطورت حياته ليصبح متورطًا في تجارة الذهب، ومن ثم انتقل إلى مجال تهريب المخدرات، حيث أصبح يسيطر على سلسلة الإنتاج والتوزيع.
“بابلو إسكوبار الصحراء”:
اشتهر بلقب “بابلو إسكوبار الصحراء”، وأصبح متورطًا في نقل الكوكايين من أمريكا اللاتينية إلى غرب إفريقيا، ومن ثم إلى أوروبا. تمت عمليات نقل المخدرات عبر البر والبحر، مما جعله يمتلك شبكة واسعة وخبرات في الجريمة المنظمة.
تعاون مع مختلف الأطراف في المغرب وأوروبا، واستثمر في عقارات فاخرة وأعمال تجارية. اشتهر بحياته المليئة بالترف والفخامة، واتهم بغسيل الأموال من خلال ملكياته واستثماراته.
سجن وإطلاق:
في عام 2015، تم اعتقاله بتهمة تهريب المخدرات في الموريتانيا، لكنه تم الإفراج عنه بفضل شبكته وتأثيره الواسع. استمر في نشاطاته الإجرامية حتى أُلقي القبض عليه مرة أخرى في 2019.
في المغرب يحظى “المالي” بدعم كبير، وهو الذي كان السبب في خسارته. فمنذ عام 2010، تعاون مع منتخب بوجدة عاصمة الشرق، والعديد من القادة السياسيين من شمال المغرب وزاكورة لنقل الشيرا في بقية القارة.
وأوضحت الصحيفة أن عمليات نقل المخدرات تتم ثلاث أو أربع مرات في السنة من سواحل السعيدية إلى ليبيا ومصر، ومن الجديدة وبوجدور إلى الشواطئ الموريتانية. إذ يتم نقل 30 إلى 40 طنًا من الشيرا في كل مرة.
وأشارت إلى أن أعمال المالي كانت تسير على ما يرام: المغاربة يبيعون أسهمهم، ويستخدمها “المالي” لغسل أمواله، يشتري العديد من الشقق في مارينا السعيدية ويستثمر في العديد من الأعمال والمصانع ويقرض مبالغ جيدة لزملائه الجدد في اللعبة.
اعتقال “المالي” في 2015
في عام 2015 ، تم القبض على “المالي” – المستهدف بأمر من الانتربول – بعد مطاردة مع الدرك الموريتاني في الصحراء الموريتانية، على الحدود مع المغرب، في سيارة تحتوي على 3 أطنان من الكوكايين. ومبالغ مالية كبيرة باليورو ومعه مغربي وجندي سابق في البوليساريو. قبل أن يتم الإفراج عنه بفضل شبكته التي كانت تضم بعض الجنود والقضاة الموريتانيين.
�
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=20920