بــــــــــــلاغ…
بعد قَدَرِ الله والصدمة التي رافقت الزلزال المدمر الذي شهدته بلادنا، تتسارع الجهود لِمَحْوِ آثاره وإعادة الحياة إلى الأقاليم المتضررة.
لقد تجلّت للعيان الهشاشة الكبيرة المتجذرة في تلك المناطق، التي عرّت بشكل فاضح وأظهرتْ سوء التدبير وإهدار المقدرات والمال العام الذي رُصِدَ للعالم القروي دون نتيجة تُذْكَر على يد بعض المسؤولين المركزيين وعدد من المنتخبين الفاسدين؛ فلا مسالك فُتِحت، ولا بِنية تحتية عُزِّزَت ولا خدمات حُسِّنت، ولا كرامة إنسانية حُفِظَت.
ورغم هول المُصاب فلم يجد المواطنون المَكْلُومون بجانبهم سوى تلك الاستجابة السريعة والتلقائية لصاحب الجلالة التي تُرْجِمت بِتَعبئته للقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والسلطات المحلية، والأطر الطبية، ورجال الوقاية المدنية، وبعض المنتخبين الشرفاء؛ تلك التعبئة الشاملة التي ساهمت بالقسط الوافر في نجدة المصابين والتخفيف من آلامهم؛ مُدَعَّمَةً بالهَبَّة الشعبية التلقائية المنقطعة النظير التي أذهلت العالم بأسره، والتي كان لها بالغ الأثر في نفوس المتضررين؛ وحُسن خِتام هده المجهودات تلك المؤازرة التي قام بها صاحب الجلالة بزيارته للمصابين بالمستشفى الجامعي بمراكش.
وفي خضم هذه الظروف، أُعْلِنَ عن برنامجٍ استعجالي طموح لإعادة إعمار المناطق المتضررة، رُصِدَت له مبالغ هامة من شأن صرفها بعدل ومراقبة ومحاسبة أن تُغير معالم المنطقة وتُلحقها بمستوى التنمية الذي تعرفه الأقاليم الأخرى.
ونحن في حزب الوحدة والديمقراطية إذ نجدد ترحمنا على أرواح الشهداء ودعواتنا بالشفاء العاجل للمصابين، نحيي المبادرات الملكية المثالية، وسخاء وتضامن الشعب المغربي، وندعو إلى استثمار الروح الوطنية التي فجرتها هذه الظروف وجعلها مُنطلقا لثورة اجتماعية ترتقي بالعنصر البشري وتصون كرامته وترفع من مستوى معيشته، وتساهم في التقليص من الفوارق المجالية، وتعزز بالتالي مكانة المغرب الدولية.
إننا نرى في خلق وكالة لتدبير إعمار الأقاليم المتضررة خير وسيلة لتتبع الأشغال وسرعة التنفيذ، مع احترام كل المعايير المفقودة في البنايات المهدمة، في إطار برنامج مندمج لا يُغْفِل خصوصيات المنطقة الجبلية، والجوانب السوسيو اقتصادية والبيئية لتنمية المنطقة وإدماجها في النسيج الاقتصادي عبر ربطها بالحواضر الكبرى المحيطة؛ وندعو كل المتدخلين من مهندسين وشركات وغيرها للتحلي بروح المواطنة الصادقة والالتزام بالجدية والابتعاد عن الغش في المواد والسلع والفواتير، مما قد يُشكل -لا قدر الله- طعناً في المجهودات الملكية وطموح الشعب المغربي؛ كما ندعو السلطات الساهرة على التنفيذ لكي تتسم باليقظة الضرورية لإنجاح إعمار الأقاليم المتضررة؛ وذلك حتى تظل جذوة الروح الوطنية مضيئة ومنيرة، من أجل العناية بكل المناطق المهمشة لاحقا…
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=17756
