بقلم: ذ الوزاني الحسني حكيم
طالما عانت الدار البيضاء من الخصاص المهول بما اصطلح عليه ب”أزمة التنقل”. الأمر الذي دفع مسيريها إلى التفكير في وسائل مبتكرة لعلاج هاته الظاهرة الشاذة بالعاصمة العملاقة…
و لذلك اعطيت الإنطلاقة لمشروعين…مشروع “الترامواي” و مشروع “الحافلات العالية الجودة”
و استبشرت الساكنة خيرا بهاته المشاريع الجبارة…إلا ان جزأ من نفس الساكنة…أضحى هذا الإنجاز الكبير كابوسا قلب حياتهم رأسا على عقب…
و من بين الشوارع المتضررة و ما أكثرها…شارع رحال المسكيني الذي يعتبر قلبا نابضا لمدينة الدار البيضاء و منفدا لا بديل عنه خاصة انه يربط بين “سوق بن جدية” ملتقى شارع محمد السادس “ساحة النصر” و ملتقى الطرق “مرس السلطان”
و التي لا تقل أهمية عن شارع رحال المسكيني…
فالشارع الذي يشهد تتمة إنجاز مشروع “الطرامواي” و الذي قسم شارع رحال المسكيني إلى ثلاث معابر…المعبر الرئيسي لحافلة الترامواي…و ممرين لا يسمحان إلا بمرور سيارة واحدة…برصيف مرتفع….و ما يزيد طينة الشارع بلة…هي القواديس المنتشرة و التي غالبا ما يقع ضحيتها سيارات تتوقف او تخفف السير فيصدم بها من خلفها….أما إذا وقعت أي حادثة او تجادبات بين السائقين…فيتحول الشارع لطابور ينهك السكان باصوات الأجراس المنبهة القوية…
و تعاني التجارة و الحرف و الخدمات من نكبة قاسية إضطر أغلب ممارسيها لبيع محلاتهم بالخسارة البائنة. و “الكراة” إلى تقليص كبير لثمن كراء المحلات الخدماتية و المهنية و الحرفية. لأن الزبناء يفتقدون أماكن لركن سياراتهم و كذلك الأمر لموزعي الطلبات….
كانت تلك صورة مصغرة عن معانات و خسارات و إزعاج لحق ساكنة و ارباب المحلات بشارع “رحال المسكيني” أسوة بشوارع أخرى حل عليهم مشروع “الترامواي” حلول القدر المستعجل.
فيما يخص الحافلات العالية الجودة لم تستفق الساكنة بعد من هول امر هاته الحافلات التي كان ينتظر أن تكون مسيرة ب”الكهرباء” لا بالوقود لأن الدار البيضاء تعاني التلوث بأعلى نسبه…و يتسائلون عن جدوى هاته الحافلات ما دامت البيضاء حديثة الحصول على صفقة أسطول حافلات…
سؤال لم يرد الجواب عنه…سوى أنه يضمن مداخيل الشركة بتهييئ طرق لها و محطات مراقبة….بينما التفكير في سلامة المواطنين و تقليص نسبة التلوث باعتماد طاقة بديلة….فهذا أمر لا يعنيها من قريب أو بعيد….”إقاريضن” أولا و قبل كل شيئ…(و لي معجبوش الحال…يسطح راسو مع الحيط…)
هذا هو لسان حالها شركة الحافلات العالية الجودة….و لسان حال من وقع معها…”.الصفقة”
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=16106